—- صديقتي المرأة.. تحية طيبة وبعد ، مر ردح من الزمن على أخر رسالة كتبتها لك، ولولا عيدك السنوي لما رفعت قلمي لكي أخط إليك هاته الكلمات ، تعلمين أن علاقتنا غير جيدة ، أو هكذا يتقول علينا المتقولون ،وربما تعلمين أيضا أن جفائي لك،ونقدي العنيف احيانا ، نابع عن ود عميق ورغبة في انصلاح حالك وسداد شأنك،فرب صديق قاسٍ وجاف الكلام ،خير من منافق يغرفك من معسول الكلام ،وهو لتنويمك و تسفيهك ..راغب .
صديقتي الغالية..قد أطل عيدك برقبته البديعة..وكما هي عادتي فلن اهنئك بهذا العيد ،ولن أقدم لك ثمين الهدايا ،ولن اسمعك شعرا ولن اتباكى برفقتك على حائط واقعك البئيس.. فلا عيد لك وأنت مواطن من الدرجة الثانية..ولاعيد لك وأنت اقرب للشيء منه للإنسان! صديقتي الغالية..لاعيد لك وأنت للثورة رافضة ،وللسماء تابعة،تبعين حقك في الأرض مقابل نصف حق في ذلك العالم الاخر،لاعيد لك.. وأنت لفقهاء الظلام راضخة جانحة، يصفونك بالناقصة فتفرحين ، يدعون لضربك فتبتهجين ..لاعيد لك وأنت من القيادة واختيار شريك حياتك والسفر محرومة ,وعلى رأس ولاية الحكم والأمر غير مرغوبة.
صديقتي الغالية..لاعيد لك وأنت تدرسين لكي تسكني البيوت ، وتعتبرين الزواج مبلغ عملك وسبب وجودك، لاعيد لك..وأنت تحملين داخل جمجمتك بذور الفكر الذكوري الذي تزرعينه في أرض أطفالك القاحلة ..فتنمو فيها أزهار وأشجار التمايز والقوامة والدونية واللامساواة.. صديقتي الغالية..لاعيد لك مادمت لم تختاري معسكرك..فالبرزخ لايليق إلا بالأموات..فاختاري الحياة أو الموت..فإما ان تكوني باردة او ساخنة ..فالدافئون يتقيؤهم الجميع..لاعيد لك إن لم تغضبي وترفعي لائك الزاعقة في وجه الماضي والمقدس والعيب ورائحة الأجداد..
صديقتي المرأة..لاعيد لك ..مالم تسكنك روح سميراميس وكيلوبترا وحشتبوست ونفرتيتي ..لاعيد لك مادامت روح العبيد تسكنك..وتجعلين أغلال السبي تاج فوق رأسك.. سيصير لك عيد..حينما تفجرين داخل روحك ينابيع الرفض والإحتجاج ،وتسيل في أرضك أنهار الإنعتاق والثورة،وتزرعين في بيدائك نخيل الشموخ والإرتقاء..سيصير لك عيد يوما..حينما تشائين.. إلى ذلك الحين ..لا عيد لك الآن.. دمتِ بود