يشكل الحضور الإفريقي الوازن وغير المسبوق في فعاليات الدورة الثالثة لمعرض أليوتيس الدولي للصيد البحري، الذي تحتضنه أكادير من 18 إلى 22 فبراير الجاري، فرصة أخرى للتأكيد على علاقات التعاون المتميزة التي تربط المغرب ببعده القاري في جميع المجالات، ولاسيما في قطاع الصيد البحري. وإذا كانت الدول الإفريقية قد استحوذت على حصة الأسد في الفضاء الدولي لهذه الدورة، بهيمنتها على 60 في المائة من نسبة المشاركة، فإن ضيف شرف هذه النسخة لم يكن سوى دولة كوت ديفوار. والحال أن الأمر يتعلق هنا بإرادة واضحة والتزام راسخ من طرف البلدان الإفريقية، خصوصا منها دول غرب إفريقيا، لتطوير علاقات تكامل فاعلة ومتجددة في ميدان الصيد البحري وصناعات ومهن البحر. وتميزت الأيام الثلاثة الأولى لهذا المعرض بمباحثات ولقاءات مكثفة، سواء على المستوى الثنائي أو المتعدد الأطراف، بين المسؤولين الاقتصاديين والمهنيين من القطاعين العام والخاص الذين تداولوا بشأن عدد من القضايا المرتبطة بالنهوض بالصيد البحري وتشجيع التكامل الجهوي في هذا القطاع. واعتبر عدد من المسؤولين في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه التظاهرة شكلت فرصة سانحة لبحث سبل النهوض بالموارد البحرية الإفريقية وتثمينها لخدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية على المستوى القاري ولتشجيع التكامل الجهوي في هذا الميدان، مؤكدين أن معرض أليوتيس يشكل أرضية لاستكشاف فرص الاستثمار وتطوير الشراكات ومناسبة للتعرف على آخر المستجدات التكنولوجية في القطاع. وبهذا الخصوص، أشاد وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش بالحضور الإفريقي "المتميز" في فعاليات هذا المعرض، الذي ينظم تحت شعار "البحر مستقبل الإنسان"، مشددا على التزام المغرب بمواكبة جهود نظرائه من البلدان الإفريقية في استراتيجيات النهوض بالموارد البحرية وعزمه على تقاسم تجربته في هذا الميدان. وقال في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء "إن البلدان الإفريقية تعتبر معرض أليوتيس تظاهرة قارية تعنى بجميع مجالات تنمية وتطوير قطاع الصيد البحري". وهو ما شدد عليه بدوره الوزير الإيفواري المكلف بالموارد الحيوانية والبحرية السيد كواسي كوبينان أدجوماني الذي أعرب عن اعتزاز بلاده لتكون ضيف شرف النسخة الثالثة لمعرض أليوتيس، مشددا في ذات الآن على "العلاقات الممتازة" التي تربط بين المغرب وكوت ديفوار تحت قيادة زعيمي البلدين ومن جهته، اعتبر الكاتب العام للمؤتمر الوزاري حول التعاون في موارد الصيد البحري بين الدول الأفريقية المطلة على المحيط الأطلسي (كوماهافات) بنعبو عبد الواحد أن معرض أليوتيس أضحى موعدا أساسيا بالنسبة للبلدان الإفريقية، لاسيما الأعضاء منها في هذه المنظمة الإقليمية التي تضم 22 بلدا.