كشف رئيس الحكومة وامين عام حزب العدالة والتنمية عن حقائق خطيرة،كان ينكرها إلى وقت قريب،تتعلق بالوضعية الخطيرة التي يجتازها الاقتصاد الوطني، واعترف بنكيران في لقاء حزبي بسلا اول امس السبت، بأن صندوق النقد الدولي منح حكومته نقطة سيئة عندما نبهه في لقائه الأخير ببعثته التي حلت بالمغرب منذ أسبوع لتجري افتحاصا للوضعية المالية لمؤسسات الدولة، بأن الاصلاحات مرتبكة، وبانه يتعين التسريع بها في أقرب وقت ممكن. وقال بنكيران إنه وعد صندوق النقد الدولي بتبني هذه الاصلاحات المكلفة والمؤلمة اجتماعيا عندما تسمح الظروف بالبلاد بذلك.
لم يقف بنكيران عند هذا الحد بل اثنى على صندوق النقد الدولي واعتبره شريكا اساسيا في الاصلاح، وهو مؤشر على أن رئيس الحكومة قد وقع في فخ كريستين لاغارد، التي لا يهمها سوى أن يمتثل المغرب لوصفة صندوقها الموجعة حتى يفي بأداء فوائد قروضه ويسمح للحكومة بالتصرف في الخط الائتماني للقرض الموضوع رهن اشارة المغرب، وهو ما سينهك خزينة الدولة لعقود لان الامر يتعلق باكبر صفقة قروض يلجأ إليها المغرب في تاريخه.
حزب العدالة والتنمية ألقى باللائمة على غريمه الاستقلال، بسبب الازمة الحكومية الحالية التي أدت برأيه إلى تراجع مصداقية المغرب لدى المؤسسات المالية الدولية، يهيء الرأي العام لاتخاذ اجراءات موجعة ومكلفة اجتماعيا رغم أن كلفة الأزمة ينبغي ان يؤديها اولا واخيرا ارباب الريع والحيتان الكبرى.