هذا الاحتقان الذي تعرفه المدينة، بدأ مساء الأحد الماضي. فقد أصيب حوالى ثلاثين شخصا في الاشتباكات التي وقعت يوم الأحد الماضي19 يونيو بمنطقة أسفي الجنوبية بين مؤيدي لمشروع الدستور ومعارضي له بإصابات متفاوتة الخطورة نقلوا على اثرها إلى مستشفى محمد الخامس بأسفي . وحسب شهود عيان فإن احتكاك مسيرتين أدى إلى إشتعال الفتنة والفوضى حيث إندلعت حرب التراشق بالحجارة بين الجانبين كان نصيب ثلاثة رجال أمن من بينهم ضابط شرطة مفوضية كوكي بجروح متوسطة الخطورة . وتضيف مصادر ل"كود" أن المسيرة الأولى المؤيدة لمشروع الدستورو التي كان يقودها أعوان ورجال السلطة محاطين برجال أمن بزي مدني ورافعين شعار "الشعب يقول نعم للدستور" وترافقهم كلاكسونات السيارات وفرق موسيقية والدقاقية وزغاريد النساء رافعين الرايات الحمراء وصور الملك محمد السادس، هذه المسيرة إنطلقت من حي كاوكي وكان مقررا لها أن تمر من شارع سيدي واصل ودار بوعودة والكورس وشارع الحسن الثاني وصولا الى مقر الولاية جهة دكالة عبدة ، إلا أن هذه الفرحة لم تكتمل وهذه المسيرة تم اجهاضها عند منطقة الشهيد الحركة" كمال عماري" فعندما وصلت هذه المسيرة الى منطقة سيدي "واصل " تقابلت مع مسيرة أخرى مضادة يقودها شباب 20فبراير رافعين شعارات مناوئة لها " الدستور الممنوح مصيره مزبلة التاريخ" وحاول كل فريق ترويع وتخويف وترهيب خصمه، فمرة عن طريق الشعارات المناوئة ومرة اخرى عن طريق اتهام بالخيانة ، الامر الدي ادى الى اشتباكات بين الجانبين اسفرت عن اصابة ثلاثين شخصا بين الطرفين بجروح خفيفة ومتوسطة نتيجة تراشق بالحجارة علاوة على تكسير الزجاجات للواقيات الأمامية للسيارات . وقد خلف هذا الحادث الذي إستمر لمدة ساعة الهلع والخوف لذا ساكنة المنطقة حيث أغلقت المتاجرة وأقفلت المقاهي وصدت الابواب المنازل وتحولت الشوارع الى حرب مفتوحة كادت أن تتطور الى حرق المنطقة أو أن تكون الشرارة الأولى لانتفاضة التي تأتي على المدينة بكاملها حسب تعبير شهود عيان لولا تدخل قوات الأمن لفك الاشتباكات بين الجانبين و لولا تدخل العقلاء من الحركة 20فبراير والحكماء من المؤيدين ل مشروع الدستور لحتواء المتطاهرين والسيطر على الموقف لخرجت الامور عن نصابها وتحولت الى كارثة كبيرة، وخصوصا ان اسفي عرفت مؤخرا عدة هزات من عثماني مفجر مقهى اركانة الى كمال عماري الذي أصبح شهيد الحركة .