خطير ما تعرض ويتعرض له الزميل الصحافي علي انوزلا، مدير جريدة "لكم " الالكترونية، فبعد الاتهامات المعروفة عند الجهات المعلومة، اخذ الهجوم عليه منحى اخر باختلاق الاخبار التي تهدده وتتوعده، اخرها خبر "انتحاره". الخبر كان يمكن ان يتحول الى مادة للتنكيت، لكن توقيته ودوافعه والجهات التي يتهمها انوزلا تجد الامر جد، بل خطير للغاية وغير مسبوق على الاقل في عهد مغرب محمد السادس.
تزامن استهداف علي انوزلا مع ابداء ارائه المنشورة في جريدته حول ما اثارته مسودة المشروع الامريكي حول توسيع صلاحيات المينورسو لتشمل حقوق الانسان. اراؤه قد يتفق معها المغاربة وقد يختلفون معها، لكن ان تصل الوضاعة في حرب اتجاه في الدولة الى اطلاق اشاعات مثل خبر انتحاره فالامر ينذر بانتكاسة غير مسبوقة ليست في الصحافة فقط بل في حقوق الانسان وحرية التعبير بالمغرب لان الامر يهدد سلامته الجسدية ويسعى الى اخراسه واسكاته.
لم تحرك الحكومة ساكنا على خبر مثل هذا كما انها لم تحرك ساكنا عندما اتهمت الجهات نفسها صحافيين كبوعشرين توفيق مدير نشر "اخبار اليوم" علي لمرابط مدير "دومان اونلاين" وبوبكر الجامعي مدير "لكم" النسخة الفرنسية وحتى "كود" نالت نصيبها.....باتهامات رخيصة تهم العرض والشرف وتسعى الى تشويه السمعة
المغرب يتقدم وان تعثر في بعض المراحل حقوقيا كما حدث بعد التصويت على الدستور وتنصيب الحكومة، فان مغرب ما قبل 20 فبراير 2011 لن يعود واصبح من الماضي. الاشخاص او التيارات المحافظة التي تعتقد انه يمكن التضحية بحقوق الانسان وحرية التعبير في مغرب اليوم واهمة. صفعة الامريكيين للمغاربة في مجلس الامن دليل على ذلك.
هذا التقدم لن تقف امامه اخبار زائفة مختلقة، فقد صرح انوزلا ل"كود " ان تلك الاساليب لن تثنيه على كتابة ما يؤمن به ولا عن التعبير عن ارائه لقد انتهى زمن الخوف عند فئات من المغاربة، وواهم من يعتقد ان اساليب مماثلة ستسكت علي او عمر او زيد. فنحن كلنا علي انوزلا، لاننا نحن هذا البلد ونطمح ان يتمتع مواطنوه بالحرية واحترام ادميتهم وفق ما تنص عليه المعاهدات الدولية الخاصة بحقوق الانسان. نحتاج الى اصوات مثل صوت علي انوزلا وبوبكر الجامعي وعلي لمرابط وبهذا التنوع سيتقدم المغرب وبهذا الفضاء الحر لن تزعجنا حتى الاصوات المطالبة بانفصال الصحراء، لانها ستصبح اصوات اقلية قليلة جدا في منطقة لن يتقدم المغرب ديموقراطيا ولا اقتصاديا بدونها