ذكرت جريدة “القدس العربي" الدولية أنها حصلت على معلومات من مصادر مقربة من ملف نزاع الصحراء أمميا، تفيد بإدراك كريستوفر روس “استحالة تطبيق استفتاء تقرير المصير كحل، إذا لم يصدر قراا واضح عن مجلس الأمن يشدد على هذا الحل ويجعله ملزما لكل من المغرب وجبهة البوليزاريو “، وبالتالي يبرز رهان جديد، لدى المبعوث الأممي، والمتمثل في “صيغة جديدة للحل قد تكون على شاكلة اتحاد بين المغرب والصحراء الغربية". الجريدة، قالت أن “هذه المعطيات قد تفسر لماذا لجأ كريستوفر روس الى جعل سويسرا ضمن الدول التي شملتها جولته في يناير وفبراير الماضيين"، وكذلك المانيا. فهذه الأخيرة “لديها حكم ذاتي موسع للأقاليم لتكون الجمهورية الفيدرالية الألمانية، وكثيرا ما جرى الحديث عن فيدرالية كقاعدة للحل، وكان الملك الراحل الحسن الثاني قد نادى بذلك مبديا إعجابه بالنموذج الألماني في الحكم الفيدرالي" حسب جريدة القدس العربي، فيما “هنا (أيضا) تجربة سويسرا التي تتبنى النظام الكونفدرالي، وتعتبر عمليا الدولة الكونفدرالية الوحيدة في العالم »، هذا الحل الذي قد يقترحه روس، أي النموذج الكونفدرالي، “يجعل كل كيان يحتفظ بخصوصياته مقابل صلاحيات محدودة للمركز".
إلى ذلك، سيبدأ المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في نزاع الصحراء كريستوفر روس، بعد غد الأربعاء، الى غاية 3 أبريل، جولة جديدة ستشمل عدد من الدول المعنية بشكل مباشر أو غير مباشر بهذا الملف لاقتراح صيغة جديدة من المفاوضات. وقد يقترح في جولته هذه صيغة الكونفدرالية بين المغرب ومنطقة الصحراء كحل وسط للخروج من النزاع الذي ساد عقودا نتيجة تعثر استفتاء تقرير المصير، وفق “القدس العربي"
وتعتبر هذه الجولة الثانية من نوعها، بعد تلك التي بدأت في نهاية أكتوبر الماضي، لكنها ستكون مختلفة عن سابقتها لسببين، الأول وهو القرار الذي اتخذه كريستوفر روس،وبدون شك بدعم من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والمتمثل في إنهاء صيغة المفاوضات غير المباشرة التي لم تسفر عن نتائج تذكر والبحث عن صيغة أخرى. ويتجلى السبب الثاني في الجولة التي قام بها روس في عدد من الدول الغربية وهي الولاياتالمتحدةوفرنساوروسيا وبريطانيا واسبانيا والمانيا وسويسرا لاستشارة هذه الدول حول صيغ جديدة.
وتعتبر زيارة روسيا وبريطانيا والولاياتالمتحدةوفرنسا واسبانيا عادية للغاية بحكم أن هذه الدول تشكل ما يسمى 'مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية' التي تساهم في البحث عن الحل السياسي للنزاع فهي عضو في مجلس الأمن واسبانيا قوة استعمارية سابقة، لكن زيارة سويسرا والمانيا يطرح أكثر من تساؤل. في هذا الصدد، تعتبر سويسرا دولة محادية ترفض حتى الانضمام الى المنظمات الدولية، وبالتالي لا تلعب أي دور سياسي في العالم، وتكتفي بدورها المالي في احتضان أبناك كبيرة ثم احتضانها كدولة لمؤسسات دولية كبرى مثل مقر الأممالمتحدة في أوروبا والفيفا.
وبدورها، لا تهتم المانيا كثيرا بنزاع الصحراء، فهي تعتبره نزاعا يقع ضمن نفوذ فرنسا واسبانيا، وإن كانت تتخذ موقفا غير ودي للغاية تجاه المغرب، فهي من الدول التي ترفض مثلا تجديد اتفاقية الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي إذا شملت هذه الاتفاقية مياه الصحراء الغربية.