أدانت جمعية بيت الحكمة في بيان لها التصريحات الأخيرة لمحمد أمين بوخبزة، البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، والتي وصف فيها الفنانات ب"الساقطات" واتهم فيها نور الدين الصايل مدير المركز السينمائي المغربي بدعم "أفلام البورنو"، وهو ما لم يقم به المركز إطلاقا. بيان بيت الحكمة تحدث عن "حملة ممنهجة يشنها الحزب الأغلبي ضد الأعمال الإبداعية ومجالات الفنون ببلادنا سواء بالهجوم على بعض العروض المسرحية أو على الأعمال السينمائية أو باستهداف المبدعين، أو الممثلين، أو العاملين في الحقل الفني، كان أخرها تصريحات أحد المسؤولين لحزب العدالة والتنمية الذي وظف معجما غارقا في السب والقذف والتخوين والنعوت الساقطة."
واعتبر البيان أن هذه التصريحات تلتقي في مضمونها وخلفياتها مع تصريحات سابقة لمسؤولين محسوبين على الحزب الحاكم "في لعبة تتوزع فيها الأدوار بين رموز الجناح الدعوي للحزب وبين بعض قيادييه، فإنها اليوم أصبحت رهانا مكشوفا في قلب الأجندة السياسية لقياديي العدالة والتنمية من أجل فرض أيديولوجية شمولية تحكمية باسم الأخلاق، وبسط نموذج من التنميط الفكري والثقافي والعقدي على المجتمع يتعارض كلية مع قيم الشعب المغربي الذي يؤمن بالتعددية، والانفتاح، والتسامح، والتعايش، والاختلاف."
كما ذهب البيان إلى أن هذه الهجمات "تروم تحريف النقاش العمومي عن مساراته الحقيقية، وتكشف فشل الحزب الأغلبي في معالجة القضايا الحقيقية التي تترجم الانتظارات الحقيقية للشعب المغربي في قطاعات حيوية وإستراتيجية من تعليم، وصحة، وسكن، وماء شروب، وكهرباء، وتدفئة...في وقت تشتكي فيه الأجسام العارية من العزلة ومن فرط البرد في مرتفعات الأطلس، وفي الوقت الذي مازال المرضى ينتظرون شهورا علهم يضمنون موعدا لإجراء "الراديو" أو "السكانير" في المستشفيات العمومية..."
وذكر البيان بأن"الحكم على الأعمال الفنية لا يمكن أن يتحقق إلا بالأدوات النقدية الكفيلة بالحكم على جودة أو رداءة أي عمل فني سواء كان عملا وطنيا أو أجنبيا، ولا يمكن إطلاقا التعاطي مع الفنون الجميلة بعقلية الفقيه الرقيب، ومن زاوية الحلال والحرام ،أومن منطق التكفير والتجريم أو التخوين"، وموقف بيت الحكمة "المبدئي الداعم لحرية الإبداع والتعبير".