بكت الأم على الإدلال الذي تعرض له ابنها بعين لم تشف بعد من عملية جراحية. بكاء سيضطرها لإعادة العملية إن لم يكن الأمر أعقد من ذلك بكثير. وأب يشكوا الله تعالى لما أصاب ابنهما الذي يشتغل ميكانيكيا ورفض أن يرضخ لوكيل الملك ويصلح سيارته قبل سيارات الزبناء السابقين له، وبعد أن استدعاه لمكتبه وهدده وأمره بتقبيل حذائه الأيمن والأيسر فكر المسكين في الأم المريضة والأب المعوق من رجليه وابنته الصغيرة وزجته التي تنتظره كما تنتظر الأسرة بكامله لقمة العيش منه، وتذكر التشرد الذي يمكن أن يصيبه جراء تعنته فقرر الخضوع وتقبيل الرجلين.
لكنه لم يستسغ الأمر بعد ذلك وانزوى وانزوت الأسرة بكاملها تبكي الذل والمهانة والحگرة..