يواصل المسرح الرحال سنة جديدة وإقامة جديدة لورشه الثقافي المتنقل بسيدي الطيبي، تقديم دورات تكوينية لفائدة الساكنة طيلة السنة في الفن الاستعراضي، المسرح وصناعة الأقنعة، بالإضافة إلى قرع الطبول، والخياطة والأعمال اليدوية لفائدة النساء والعرائس الضخمة التي يصل ارتفاع بعضها إلى نحو المتر ونصف المتر. وقدم المسرح الرحال، مؤخرا بالورش المتنقل، عرضا مسرحيا تحت عنوان " تقرقيب" المقتبس عن كتاب "تقرقيب الناب" لكاتبه يوسف أمين العلمي وإخراج محمد الحسوني من خلال الاشتغال على التعبير الجسدي ، إذ اختزن شحنات دلالية لا تقل ثراء وخصوبة عن العلامات النصية. هذا العرض المسرحي الجديد الذي قام به محمد الحسوني سنة 2010، يسعى إلى تقديمه ضمن قالب جديد، يهدف من خلاله إلى تحويل هذا اللون المسرحي إلى مسرح للشارع والفضاءات العامة، من خلال الاشتغال على إيماءات شكلا من أشكال التعبير الجسدي الخلاق والتي اتخذت أشكالا مختلفة حددها في: وإيماءة الدمى المتحركة، والإيماءة الآلية، والإيماءة المرسومة لضمان الاندماج، هو ابداع جماعي مقتضب ..يعكس رؤيا للمجتمع المغربي الحالي أوضح محمد الحسوني المدير الفني لمسرح الرحال في حديث للصحافة خلال ندوة صحفية على هامش العرض المسرحي، أن البرنامج يهدف إلى تحسين أنشطة فرقة «المسرح الرحال» إزاء الساكنة والنهوض بالحوار والتنوع الثقافيين في أوساط الشباب المنحدرين من أسر معوزة في الجماعة التي نشتغل فيها"، وكذا التعريف بمسرح الشارع على الصعيد الوطني، باعتباره ممارسة فنية غير مألوفة لدى العديد من الناس، وإن كانت تندرج في إطار تقليد مغربي قديم. ويرى الحسوني أن التركيز على الأحياء المهمشة يعد "أفضل الطرق لمواجهة التهميش الذي يترتب عليه عدد من مظاهر الحقد والانحراف". ويتطلع إلى تعميم تجربته في المستقبل على باقي الأحياء الفقيرة في المغرب، ويقول أيضاً: "بالنسبة لي فإن هؤلاء الفقراء والمهمشين يجب الاقتراب منهم ومحاورتهم والاستماع إليهم لامتصاص غضبهم". ويسترسل المدير الفني للمسرح الرحال قوله "كما يتم ضم عدد من الحالات الاجتماعية إلى الفرقة وإنقاذها من الضياع، ... "إما أن نحاول تعويضهم عن الهدر المدرسي (التسرب من التعليم) أو نحفز من كان متكاسلا منهم في دراسته على مواصلة الدراسة". وتضم الفرقة أطفالا صمَا وبكما وآخرين سبق أن قضوا فترات في مؤسسات رعاية الأحداث بسبب سلوك منحرف ناجم عن ظروفهم الاجتماعية الهشة