البيضاويون يحتفلون برأس كل في بطريقته الخاصة. في قلب الدارالبيضاء يتجول المئات راجلين يتجولون في الأزقة والشوارع , والآخرون اختاروا الإنزواء في الحانات والملاهي والتلذذ بالبجعة والنبيذ على لإيقاع الموسيقى الصاخبة. في شارع الحسن الثاني تتجول النساء والشابات رفقة عشاقهن, يعبرون الشارع جيئا وذهابا, فيما الطرمواي يمخر عباب الشوارع الرئيسية للمدينة , يحمل الأعداد تلو الأعداد على غير العادة مقارنة بالسنوات المنصرمة.
داخل حانة بنفس الشارع الرئيسي تجمع شبان حول طاولة يحتسون البيرا وينتشون بالموسيقي الشعبي والعيطة والمرساوي , يتبادلون الضحكات, فيما نساء يحملن الحلوى متجهات إلى منازلهن لإرضاء أبنائهن.
حراسة أمنية مشددة ضربت على كل الفنادق الفخمة، رجال أمن ببزة خاصة يتجولون في الأزقة والشوارع راجلين أو ممتطين سياراتهم, فيما آخرون يطوفون على غير العادة بدراجاتهم النارية . آذان المسؤولين منهم لتاصقت بالطولكي وولكي لتتبع مجريات ما يقع في الميتربول الإقتصادي. تعزيزات أمنية تم اتخادها بعد توالي المعلومات الإستخباراتية عن وجود تهديدات من خلايا إرهابية محتملة.
رغم تلك التخوفات خرجت الأطفال رفقة آبائهم للتجول, فيما اختار البعض منهم التبضع بالبرانس شارع مولاي عبد الله واقتناء المثلجات , واختار البعض الآخر أخد صور تذكارية مع البابا نويل.
ما إن أرخى الليل سدوله حتى بدأت الحانات تلفض أولى عشاق النبيذ والبيرة, ليجد بعضهم، كما عاينت "كود"، في قبضة رجال الأمن خاصة من يتمايل منهم يمنة ويسرة. فيما سجلت أولى الحوادث أمام فندق حياة ريجينسي بعد حادث اصطدام لدراجة نارية قبل أن ينقل إلى المستشفى.
في شارع محمد الخامس، وفق مشاهدات "كود"، اختار أحد المشردين النوم على كرسي من كراسيه المتراصة على جنباته, لم يبال بالمارة اللذين يمرون من حوله, وكأنما يقول لهم أنه غير عابئ بسنة قديمة ولا جديدة.
فيما لفظت معظم الحانات زباءها بوسط المدينة. ملأت فنادق وملاهي شاطئ عين الدئاب عن آخرها, أعداد من السيارات ركنت على جبناته, الشبان والشبات اختاروا استكمال ليليتهم هناك للإستمتاع بليلة رأس السنة مع صويحباتهم وأصدقائهم.
مع اقتراب منتصف الليل, تحركت سيارات الإسعاف وملأ صوتها الشوارع , سيارات الأمن بدورها ظلت مرابطة في الطرقات الرئيسية. الكل على أعصابه تفاديا لأي انفلات قد يقع. لكن رغم كل ذلك فالبيضاوين يحتفلون برأس السنة كل على طريقتهم الخاصة, وإن استقبلت المخافر والمستشفيات البعض منهم. كل شيء يهون في سبيل البيرا والحلوى وبابا نويل.