استقدم نساء من "وريالت" البلدة التي صور فيها شريطه "عين النسا"....هيأ طريقة صعودهن السجاد الأحمر بفندق الماجيستيك....نساء يغادرن المغرب لأول مرة ليجدن أنفسهن في مكان لم يسمعن به من ذي قبل.... "رادو ميخايليانو" هو صاحب الفكرة....و "ميخايليانو" أعادها على مسامعي أمس لعشر مرات....تحدث عن الراية المغربية و عن عيد الأضحى و عودته للمغرب بداية يونيو ليحضر مهرجان فاس للموسيقى الروحية و تمنى أن يجد حرارة مفرطة هناك.... بدأت من حيث انتهى و أكدت أن الحرارة ستكون بدون أدنى ارتياب في استقباله....الطقس الحار هو الشئ الذي يمكن أن أضمن....
ما تحدثت عنه لحد الآن هيأت به الرجل ليتحدث....في صالة "ستار1" رفقة المتألق على الدوام مصطفى المسناوي ....مغربيان - وسط زحمة الفرنسيين - أتيحت لهما فرصة متبعة الشريط يومين قبل عرضه الرسمي....حنكة المسناوي دفعته منذ البدء لطرح السؤال....هل شاهدت يوما منبع مائيا في قمة الجبل ?? احتفظت بالسؤال و حفظت ملكية السؤال باسم رفيقي ....نقلته أمس صباحا لرادو ميخايليانو....بقي صامتا لثوان و أجاب....أخطأت....أخطأت.... سرع الإجابات بلباقة فيما بعد....و استرسل... ألم يلهمك صديقك أيضا إلى أن الحوارات بالدارجة المغربية كانت تائهة لأن الجنسيات مختلفة و اللكنات متباينة ??أجبت بنفاق الراغب في إتمام اللقاء بأن المسألة لم تكن مزعجة بالشكل الذي تصوره....انحناءة و ابتسامة فيها رسالة مضمنة بأنه فهم القصد....أكد الرجل بأنه سيتكفل بالدبلجة إلى الدارجة مرة أخرى قبل عرضه في المغرب.... أشياء صغيرة بأهمية كبيرة في الفيلم....ملاحظات تعذر علي نقلها للمخرج....في الفيلم صحفي متخصص في الحشرات....الحشرات الدقيقة....أصلا الفيلم تدور أحداثه في منطقة ما بين شمال إفريقيا و الشرق الأوسط....لم يسبق لي أن التقيت في حياتي صحفيا متخصصا في العلوم....لكن....أن تقحم شخصية صحافي متخصص في الحشرات الدقيقة....الأمر يفقدني تركيزي....و أمر....أمر لأوجه تركيزي على اللكنات....اللكنات مختلفة و من الصعب إضفاء مصداقية على حوارات الفيلم....ميخايليانو يدرك الأمر....لكنه في هذه النقطة بالذات كان مجبرا على ارتكاب الخطأ....من بإمكانه القيام بدور ليلى بختي و حفصية حرزي و بيونة و هيام عباس و كامل صالح من المغاربة....
ابتسمت و فهم هو أيضا بأن جوابي واضح....لا أحد بإمكانه القيام بهذه الأدوار.... انتهت المقابلة بالتعادل ....خطأ لمثله....توقفت مقابلتي عند تسجيلي للتصريح ....و عبر هو نحو ضربات الجزاء التي سيلعبها ضد فريق متمرس يقوده "روبير دو نيرو"....في النهائي....أظن بأنه من الصعب جدا عليه أن يفوز....إن فاز بضربات الحظ سأبتسم....لأنه على الأقل....يمثل المغرب....
للأسف....أخسر على الدوام من أحب ....في السينما كما في الحياة.... اثنتان من ممثلات شريط فوق الحافة بحقهما صدر قرار انفرادي من شرطي حدود....حدود علمه بالسينما جد محدودة....جاءتا من طنجة ليمنعهما غباء أمني من العبور في المطار الفرنسي و أعادهما من حيث قدمتا.... تأهب و مسارعة من كل المغاربة للتنديد و مخرجة الشريط ليلى كيلاني تتصل بكل أرقام هاتفها المحمول....توتر...استياء كبير و أسئلة كثيرة....تكثر الاقتراحات و يزيد نز أعصاب ليلى كيلاني....تحضر وكالات الأنباء و تتحدث عن عنصرية أو تشديد في إجراءات عبور السينمائيين و إن كانوا مدعوين.... يلتئم كل المغاربة من جديد....فرنسا تتدارك الخطأ....فرنسا تقرر التسريع في إعادتهما لتشاركا من جديد في فيلم شاركتا في نسخته الأصلية....ما الفرق بين النسخة و الأصل كما تساءل عباس كيروستامي العام المنصرم غير بعيد عن مكان تواجدي الآن....بعد عام....عثرت على الجواب....الفرق هو أن النسخة أهم من الأصل....الدليل جاء من طنجة....الأصل نسيه كل مغاربة كان....الأصل صفق له الحضور في قاعة "أسبوعي المخرجين"....الأصل تفه أهميته شرطي حدود.... فيلم ليلى كيلاني كان من المفترض أن ينتهي بعد ساعة و نصف الساعة....امتد عمره لأربع و عشرين ساعة....
ليلى كيلاني شريطك جميل....و أجمل ما فيه أنه طويل جدا....نتمنى أن يكون نجاحه بقدر عذابه....قالها المطرود جورا من "كان" "لارس فون ترير" يوما...."لأنجح علي أن أتعذب....من لا يتعذب فهو يوهم نفسه بأنه ينجح....لأنه لايريد أن يتعذب و لا يريد أن ينجح"...."لارس فون ترير" كان على صواب....رحل عن المهرجان و ترك كل محبيه في عذاب في مقدمتهم صاحب هذا الركن....نجح "فون ترير" من زمان.... نجحت ليلى كيلاني في امتحانها الأول.... نجح "فون ترير" من زمان ....المعادلة لا تكتمل مع ذلك....لأني أتعذب لكني لا أنجح....ميلونكوليا....أعرف من الآن بأن ميلونكوليا "فون تراير" لن يتوج....تجربتي علمتني بأني أخسر على الدوام من أحب....في السينما و في الحياة....