عاشت مدينة بويزكارن منذ الصباح الباكر من ليلة أمس (الخميس) على وقع تهاطلات مطرية غزيرة مصحوبة برياح قوية أدت إلى شلل تام في حركة السير والمرور، وفي حوالي الساعة الثانية عشر زوالا إهتزت المدينة على وقع فاجعة أخرى، بعد أن جرفت سيول الوادي الذي كان يمر بوسط المدينة المنازل المحيطة بالواد وأسوار مؤسسات تعليمية ودار الشباب ومركز مكافحة الجراد، هذا فضلا عن إنهيار مجموعة من المباني القديمة خصوصا بالمدينة القديمة لبويزكارن وحي المسيرة.
ومن بين مخلفات الفياضانات التي عرفتها المدينة طيلة 24 ساعة الماضية التضرر الكبير للقناطر والبنيات التحتية خصوصا الطرق بوسط المدينة، هذا ناهيك عن إنعزال المدينة عن العالم الخارجي بعد أن أتلفت مياه "وادي تاسيلا" القنطرة المتواجدة على طول الطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين مدينة بويزكارن وتزنيت، إلى جانب إرتفاع منسوب مياه "وادي تيمسورت" من جديد والذي خلف نهاية الأسبوع المنصرم مقتل 16 فردا، هذا الإرتفاع أدى هو الآخر إلى قطع المحور الطرقي الثانوي 102 الذي يربط بويزكارن وطاطا، نفس الشيء ينطبق على الطريق الوطنية رقم 1 من جهة الجنوب والرابطة بين بويزكارن وكلميم وبالضبط على "وادي تلمعدرت". وترجع أسباب الواقعة إلى ارتفاع منسوب مياه سد "أغرغيز" ببويزكارن عن حده بنسبة 100% ، وهو ما أدى بالوادي للسيلان وسط المدينة والمنازل المحيطة به، حيث وصل مستوى المياه وسط المدينة وكذا داخل المحلات التجارية والمقاهي المجاورة لوسط المدينة إلى أكثر من متر (في الإرتفاع).
هذه الفياضانات والتي لم تشهدها المدينة منذ ستينيات القرن الماضي خلقت هلعا وخوفا عارما وسط الساكنة بعد أن إنهارت مجموعة من المنازل بمختلف الأحياء بالمدينة، وهو ما جعل هذه الأخيرة تبيت في العراء لما يزيد عن أربع ساعات خوفا من تهاوي المنازل فوق رؤوسهم.