سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصرع 32 شخصا وفقدان 6 بسبب الفيضانات والأمطار الاستثنائية أغلب الضحايا من إقليم كلميم وإحداث مركز قيادة لمتابعة الوضع بالمناطق المتضررة
عمليات التدخل الجوية وعلى الأرض مكنت من إغاثة 214 شخص في حالة خطر
أعلنت وزارة الداخلية، في بلاغ لها، مساء أول أمس الأحد، أن 6 أشخاص آخرين، بينهم شخصان بكلميم، اعتبروا في عداد المفقودين، وظل البحث جاريا عنهم. وارتفعت حصيلة القتلى بعدما تمكنت فرق الإنقاذ، أمس الاثنين، من انتشال جثث 11 شخصا جرفتهم سيول وادي تلمعدرت، الواقع على بعد حوالي 14 كلم شمال كلميم، ووادي تمسورت (ستة كلم عن مدينة بويزكارن). وأفادت السلطات المحلية أنه جرى إنقاذ تسعة أشخاص، في حين ظل البحث جاريا عن شخصين في عداد المفقودين بكلميم. وأضاف البلاغ ذاته أن عمليات التدخل الجوية وعلى الأرض، التي باشرتها فرق الإنقاذ في الوقت المناسب، مكنت من إغاثة 214 شخص في حالة خطر، 40 منهم جرى إنقاذهم بواسطة مروحيات تابعة للقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي. وحوصر الأشخاص الأربعون، وبينهم مواطنان فرنسيان (امرأة ورجل)، في منطقة واعرون (جنوبكلميم)، بسبب قوة مياه الأمطار، إلا أن التدخل الجوي مكن من إنقاذهم بسرعة، وإجلائهم نحو مدينة كلميم. وتواصلت، طيلة يوم أول أمس الأحد، عمليات الإنقاذ وانتشال جثث الضحايا في إقليمكلميم، إذ انتشلت فرق الإنقاذ، بتعاون مع سكان المنطقة، جثث أربعة أشخاص (ذكور)، وتمكنت من إنقاذ 4 آخرين بينهم امرأة، فيما اعتبر 11 آخرون في عداد المفقودين بعدما جرفتهم مياه واد تلمعدرت. وأوضح مصدر من السلطات المحلية أن المفقودين كانوا على متن ثلاث سيارات أجرة من الحجم الكبير، مضيفا أن مياه واد تلمعدرت، التي ارتفع منسوبها، جرفتهم بينما كانوا في طريقهم إلى مدينة بويزكارن (40 كلم شمال كلميم). وأشار إلى أن الأشخاص، الذين جرى إنقاذهم، نقلوا إلى مستشفى بمدينة كلميم لتلقي العلاجات الضرورية. وفي إطار متابعة تطورات الوضع، أعلنت وزارة الداخلية، أول أمس الأحد، إحداث مركز قيادة على مستوى مركز اليقظة والتنسيق التابع لها، قصد السهر على متابعة الوضع باستمرار بالمناطق المتضررة من الاضطرابات الجوية الأخيرة التي شهدتها بعض جهات المملكة خلال الأسبوع المنصرم. وأوضحت الوزارة، في بلاغ بهذا الخصوص، أنه "فور نشر مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، يوم الأربعاء الماضي (19 نونبر الجاري)، نشرة إنذارية تعلن عن تسجيل اضطرابات جوية في العديد من جهات المملكة، جرى إحداث مركز للقيادة يضم ممثلي كافة المصالح المعنية، على مستوى مركز اليقظة والتنسيق التابع لوزارة الداخلية قصد السهر على متابعة الوضع باستمرار بالمناطق المتضررة". وأضافت الوزارة أنه جرى تفعيل اللجان الإقليمية لمتابعة التقلبات الجوية بالعمالات والأقاليم المعنية، من أجل اتخاذ التدابير الكفيلة بضمان حماية السكان وممتلكاتهم. وذكر المصدر ذاته أن جهات كلميم-السمارة وسوس- ماسة- درعة ومراكش-تانسيفت- الحوز شهدت تساقطات مطرية استثنائية أدت في بدايتها إلى مصرع خمسة أشخاص، أربعة منهم جرفتهم سيول الأودية، في حين، لفظ الشخص الخامس أنفاسه الأخيرة متأثرا بجروحه، جراء انهيار سقف منزله المبني بالطين، بينما اعتبر 16 شخصا في عداد المفقودين، وتواصل البحث عنهم بشكل حثيث. وأشار المصدر، من جهة أخرى، إلى أن الشبكة الطرقية شهدت انقطاعات مؤقتة، خاصة في ست طرق وطنية و18 طريقا جهوية و29 طريقا إقليمية، مبرزا أن المصالح المختصة تواصل الأشغال لإعادة حركة المرور إلى طبيعتها على بعض المحاور الطرقية. كما أدت هذه التساقطات إلى انهيار ما مجموعه 83 من البيوت الطينية، خاصة بميدلت ومراكشوالسمارة، بالإضافة إلى تضرر 28 أخرى. وأفادت وزارة الداخلية أن السلطات المحلية والمنتخبين والنسيج الجمعوي والمصالح الخارجية تعبأوا لتحسيس السكان بالاحتياطات، التي يتعين اتخاذها في مواجهة هذه التقلبات الجوية. وذكرت الوزارة أن عمليات الإنقاذ من طرف عناصر الوقاية المدنية والدرك الملكي والأمن الوطني والقوات المساعدة، مدعومة في تدخلاتها بالوسائل اللوجستية للقوات المسلحة الملكية، مكنت من احتواء الأضرار الناجمة عن هذه التساقطات الاستثنائية، إذ ركزت جهودها على إنقاذ الأرواح البشرية وحماية الممتلكات، مشيرة إلى أنه، بالإضافة إلى الوسائل البشرية والمادية التي جرى نشرها على الأرض، عبأ الدرك الملكي طائرات مروحية على مستوى المناطق المتضررة. وحسب المصدر ذاته، سخرت مصالح الوقاية المدنية، من جهتها، 130 عربة للإنقاذ و335 زورقا مطاطيا وقاربا، و737 محركا لضخ المياه، ونفذت عناصرها 150 عملية تدخل، مكنت من إنقاذ حوالي 60 شخصا، وأربعين عملية لشفط المياه. وخلص بلاغ الداخلية إلى أن مركز القيادة المكلف بالمتابعة واللجان الإقليمية ستبقى في حالة تعبئة لمتابعة الوضع عن قرب، واتخاذ التدابير الضرورية، قصد مساعدة السكان المتضررين. إعادة فتح مجموعة من المحاور الطرقية المقطوعة بسبب الفيضانات قال لحسن أيت ابراهيم، مدير الطرق بوزارة النقل والتجهيز واللوجستيك، إن هناك مجهودات جبارة بذلت من قبل المصالح التابعة لوزارة النقل والتجهيز واللوجستيك، بتنسيق مع باقي المتدخلين، لإعادة فتح المحاور الطرقية المتضررة من الفيضانات، والأمطار الاستثنائية التي شهدتها العديد من جهات المغرب. وأضاف أيت ابراهيم، في تصريح ل"المغربية"، أن الوزارة شكلت لجنة مركزية مهمتها التنسيق بين جميع العمليات والتدخلات، وكذا التواصل مع السكان والسائقين بخصوص المحاور الطرقية المقطوعة، إضافة إلى التنسيق مع المديريات الجهوية والمصالح الإقليمية، حتى يكون التدخل فوريا. وأعلن مدير الطرق تعبئة جميع الآليات والموارد البشرية لإعادة فتح المحاور الطرقية المتضررة، مشيرا إلى أنه، فور انخفاض منسوب المياه، تدخلت الفرق للعمل على إعادة حركة السير في المحاور الطرقية الاستراتيجية، ثم المحاور الطرقية الأخرى. وذكر أن هناك مجموعة من المحاور الطرقية الاستراتيجية انقطعت بها حركة السير، نظرا لارتفاع منسوب الأودية بها، وذكر منها الطريق الوطنية رقم 1، الرابطة بين تيزنيت وبوجدور، مبرزا أنه جرى إعادة فتح حركة السير بهذا المحور الطرقي المهم، في الوقت الذي ظلت فرق الوزارة تعمل على إصلاح مجموعة من النقط بالطريق المذكورة، والتي تضررت بسبب المياه. وأفاد المسؤول ذاته أن الطريق الوطنية رقم 10 الرابطة بين ورزازات وأكادير وتارودانت شهدت بدورها انقطاعا في نقطتي تالوين وورزازات على مستوى واد إيميني، بسبب ارتفاع منسوب مياه هذا الواد، وتضرر إحدى القناطر التي لم تنهر، خلافا لما روج. وأوضح أيت ابراهيم أن الانقطاع هم أيضا الطريق الوطنية الرابطة بين سيدي إيفني وطاطا، مشيرا إلى إعادة فتحها في وجه حركة السير، علما أنها شهدت انقطاعا على مستوى 6 نقط، بسبب ارتفاع منسوب الأودية المحاذية لها. وأكد مدير الطرق بالوزارة أن الأشغال كانت جارية لإعادة فتح الطريق الوطنية رقم 39 الرابطة بين مراكشوورزازات، ابتداء من مساء أمس الاثنين، في وجه حركة السير بالنسبة للسيارات الخفيفة، وصباح اليوم الثلاثاء في وجه الشاحنات والحافلات. وأضاف المسؤول نفسه أن الطريق الوطنية رقم 12 هي الأخرى مقطوعة بين طاطا وزاكورة، مؤكدا أن اللجنة الإقليمية تبذل مجهوداتها لتحويل مسار هذا الطريق عبر مقطع آخر، موضحا أن هناك بعض المقاطع شهدت انقطاعا صبيحة أمس الاثنين، بالمنطقة الشرقية، التي عرفت بدورها تساقطات مطرية مهمة، ذكر منها الطريق الوطنية رقم 10 الرابطة بين بوعرفة والراشيدية، والطريق الجهوية رقم 8 عند مخرج بني مطهر، في اتجاه المريجة.