عاش سجناء السجن المحلي عين السبع بالبيضاء، أول أمس (السبت)، يوما رهيبا، منذ الساعة السابعة صباحا. ورغم برودة الأحوال الجوية، فإن حوالي 700 موظف تابعين للمندوبية العامة للسجون، لم يتوانوا في إجراء تفتيش مباغت، بطريقة لم تكن مقبولة من قبل المعتقلين، كما مستهم في كرامتهم وعرضتهم لما اعتبروه إهانة. واستغرب السجناء تفتيشهم بهذه الطريقة والتي تعيد إلى الأذهان محاكم التفتيش، رغم أنهم يوجدون في مؤسسة سجنية لها طاقم إداري وموظفون مكلفون بمنع إدخال الممنوعات، كما أن القانون لا يرحم كل من تبت تورطه في ذلك.
وحسب عائلات السجناء، فإن الموظفين السبعمائة، تفرقوا في أجنحة السجن، وعمدوا إلى إيقاظ النزلاء و إخراجهم إلى الساحة في السابعة والنصف، وبينهم أزيد من 70 مسنا، تعرضوا لنوبة برد جراء المباغتة وبرودة الطقس، ورغم أن جلهم يعاني من الأمراض، إذ أن العملية تمت قبل تناولهم الفطور والدواء.
وانصبت عملية التفتيش للبحث عن الهواتف والأكل والأغطية، إذ أن بعض الحراس لم يتوانوا في إهراق المأكولات والمعلبات على الأفرشة، فيما كان نصيب المدير العام للمطارات السابق، ابن علو، النصيب الأوفر، إذ جرد من الأغطية وسحبت منه العديد من الأمتعة التي يستعين بها في الغطاء أو الأكل.
وشرع المعتقلون بعد ذلك في الصياح والاحتجاج، على سلوك الموظفين، وعدم تقديرهم سن النزلاء ولا تعاملهم بلطف أثناء قيامهم بهذه المهمة. وهو الأمر الذي دفع إلى إدخال السجناء المسنين إلى زنازهم، لتستمر عملية التفتيش التي لم يجن من ورائها إلا حوالي 150 هاتفا محمولا، علما أن عدد النزلاء يتجاوز 7000 سجين.