دعا شكيب الخياري، رئيس جمعية الريف لحقوق الإنسان المفرج عنه مؤخرا بعفو ملكي، النيابة العامة إلى الاستماع إلى فؤاد عالي الهمة، رئيس لجنة الانتخابات بحزب الأصالة والمعاصرة، لتطلب منه الكشف عن لائحة أسماء تجار المخدرات الذين قال بيان صادر عن المكتب الوطني للحزب إنه أحال ملفاتهم على لجنة الأخلاقيات بذات الحزب. واستغرب الخياري كيف تعتقله الشرطة وتحقق معه ويدينه القضاء بعدما طلب منه الكشف عن أسماء تجار المخدرات الموجودين داخل البرلمان كما سبق أن صرح بذلك للصحافة، دون أن تطلب الاستماع إلى الهمة ولا إلى عبد الهادي خيرات، القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي، الذي صرح بدوره على القناة الثانية دوزيم بأن ثلث البرلمان تجار مخدرات. كما استغرب عدم طلب استماع النيابة العامة لأحمد بندحمان المسؤول الأمني والأستاذ بكلية الشرطة في القنيطرة الذي سبق له أن صرح بأن زمن التسامح مع بارونات المخدرات ومن يوفر لهم الحماية من موظفين و"أعضاء في مجالس منتخبة" قد انتهى. وذكر الخياري في معرض استرجاعه لتفاصيل قضيته خلال ندوة صحافية بمقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان صباح اليوم بالرباط، أنه رد على المحققين حينما سئل عن أسماء هؤلاء البرلمانيين بالقول "أنت لست مخبرا، وهذه ليست مهمتي. أسماؤهم معروفة وقد نشرت في تقارير المرصد الجيوسياسي للمخدرات بباريس".
كما كشف الخياري أن محضر الشرطة الذي استندت عليه المحكمة لإدانته يتهم محمد خليفة، رئيس الجمعية الإسلامية بمليلية، بكونه عميلا للمخابرات الاسبانية يتخابر معه المعني بالأمر، مستغربا كيف يمكن لخليفة أن يكون جاسوسا اسبانيا ويجالس إلياس العماري، عضو الأصالة والمعارصة، رفقة رئيس البارغواي، فضلا عن أحمد حرزني، الرئيس السابق للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، وصلاح الدين مزوار، وزير الاقتصاد والمالية، ونزار بركة، وزير الشؤون العامة والاقتصادية للحكومة، بل ويتقدم للسلام على الملك محمد السادس بمناسبة الدروس الحسنية الرمضانية. واستعرض الخياري صورا ووثائق تؤكد هذه المعطيات ولقاءات خليفة مع هاته الشخصيات. " أود أن أعرف لماذا اعتبرت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية محمد خليفة جاسوسا للمخابرات الاسبانية؟ كيف يمكن أن يكون هذا الرجل الذي يجالس كل هؤلاء ويتقدم للسلام على الملك، بعد اعتقالي وإدانتي، جاسوسا للمخابرات الاسبانية؟" يستنكر شكيب الخياري.
من جهته قال أحمد الدغرني، الناشط الأمازيغي الذي كان حاضرا داخل القاعة، "من يريد أن يعرف من يقف وراء فبركة ملف الخياري عليه أن يبحث عمن اشترى الأراضي التي ستقام عليها المركبات السياحية في بحيرة مارتشيكا. الذين يملكون هذه الأراضي اليوم هم من أدخلوا الخياري للسجن". وكان شكيب اعتقل وأدين بتهمة تسفيه جهود الدولة بناء على تصريحات صحافية أكد فيها إفلات بارونات المخدرات الكبار من قبضة العدالة واقتصار الحملات الأمنية على بعض المهربين، فاضحا عمليات تهريب المخدرات عبر الزوارق من ممر ضيق في بحيرة مارتشيكا بالناضور ب"تواطؤ مع السلطات الأمنية".