تساءلت خديجة الرويسي، عضوة المكتب الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، عن "ارتباطات" الإسلاميين في حزب العدالة والتنمية، دون ذكره بالاسم، مع الخارج، معبرة عن تخوفها من "فقدان استقلالية المغرب الاقتصادية والمالية والدينية"، بسبب تلك الارتباطات. "نحن منفتحون على الخارج لكننا نتخوف اليوم على استقلاليتنا كمغاربة مسلمين إسلاما وسطيا معتدلا" تشرح الرويسي. يأتي ذلك أياما قليلة بعد إصدار المكتب الإداري لجمعية "بيت الحكمة" التي ترأسها الرويسي، بيانا يعتبر أن تكفير أحمد الريسوني، منظر حركة التوحيد والإصلاح، للدولة من منطلق وهابي يروم "فرض الهيمنة على البلاد خدمة لأطراف في الداخل والخارج". تعقيبا على تصريحات الريسوني التي تحدث فيها قبيل عودته من المملكة العربية السعودية عن "انتفاضة الإخوان الملحدين"، وحشر ضمنهم المدافعين عن الحريات، ومؤكدا أن "الملحدين لهم نفوذ في الدولة والإعلام". كما تساءالت القيادية في حزب الأصالة والمعاصرة، خلال كلمتها بمناسبة لقاء صحافي نظمه حزب الأصالة والمعاصرة بمقره بالرباط يوم أمس الخميس، أين كان "الذين يتحدثون اليوم عن التحكم"، في إشارة لعبد الإله بنكيران وحزب العدالة والتنمية، حين "كنا نواجه التحكم الحقيقي، وأين كانوا حين كان يدفن الناس أحياء في مقابر جماعية في 81، وحين كانوا يسبون الحركة الأمازيغية والحركة النسائية؟". كما تساءلت الرويسي، ، عن "ماذا كان موقف حزب العدالة والتنمية من هيأة الإنصاف والمصالحة؟". في ما يبدو أنه إشارة إلى تصريحات كان أصدرها عبد الكريم الخطيب، مؤسس حزب العدالة والتنمية، عبر فيها عن رفضه لهيأة الإنصاف والمصالحة التي كانت الرويسي من ضمن أعضائها. "هاد الناس بغاو يمحيو التاريخ" تضيف الرويسي. من جهته عبر إلياس العماري، القيادي في حزب البام، عن استغرابه من "نائب محترم يتهم وزيرا في البرلمان بتلقي أموال تحت الطاولة، وينصب نفسه قاضيا، بينما أصدر حزبه في حقه قبل أقل من 3 سنوات قرار بتجميد عضويته لاستقوائه بدولة أجنبية، كما صدر في حقه بيان إدانة من مكتب مجلس النواب. ليحصل من جديد على التزكية ويعود للبرلمان". النائب الذي يتحدث عنه العماري ليس سوى عبد العزيز أفتاتي الذي راسل السفارة الفرنسية لتتدخل في قضية زميله نور الدين بوبكر الحاصل على جنسية فرنسية، بعدما أصيب في تدخل للشرطة خلال تفريق وقفة احتجاجية لحزب العدالة والتنمية، ضدا على ما اعتبره الحزب آنذاك "تدخلا للإدارة" قصد منعه من الحصول على رئاسة مجلس مدينة وجدة في انتخابات 2009 الجماعية. في سياق انتقاده لخطاب حزب العدالة والتنمية في رئاسة الحكومة، عبر العماري عن تخوفه من أن يأخذ الإسلاميون "البلد رهينة لخدمة مصالح فئة محدودة، ودون أن يحققوا المطلوب منهم في مجالات الصحة والسكن والشغل، وأضاف قائلا "الوطن الذي أراه قادما في الأفق لن يتسع للجميع ولن يجد فيه أرحموش نفسه ولا موثيق، وحنا ما عندناش فين نمشيو ماشي بحالهم". ضاربا المثل بأحمد أرحموش، القيادي بالشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة، ولحسن موثيق، الناشط الصحراوي وعضو المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف. أما حسن بنعدي، الأمين العام الأسبق لحزب الأصالة والمعاصرة، فأشار في كلمته بذات المناسبة، إلى أن الحزب "لم يولد في إطار أي مؤامرة ولكن ظهوره كان ضروريا للحفاظ على التعددية لأنها ماتت سنة 2007 وبقي على الساحة فاعل وحيد، واليوم هذه التعددية أصبحت موجودة" دون أن يشير بالاسم هذا الفاعل وما إذا كان الأمر يتعلق بحزب العدالة والتنمية، الذي أكد البام تناقضه مع مشروعه المجتمعي. كما دعا بنعدي برلمانيي حزبه إلى العمل دون الشعور بأي مركب نقص لأن "الديمقراطية التي أفرزتكم هي الديمقراطية نفسها التي أفرزت الآخرين".