في مجتمعي الذكوري المثلية الجنسية تصدم أكثر إذا كانت تتعلق برجلين فالمفعول به غير مقبول أن يكون رجلا لأن رجولته قد مست بل وأولج فيها...أما الإناث يعتبر الأمر مجرد " لعب أو فونتازم سينتهي بالزواج حتما"... لا تزعجكم المثلية بقدر ما يزعجكم جنسها. في مجتمعي الذكوري الاغتصاب أيضا يصدم أكثر إذا كان المفعول به رجلا أو طفلا كما رأينا ،سابقا، في فيديو مراكش الشهير، الرجل الذي ضبط وهو يغتصب طفلا لينطق أحد الحاضر على الواقعة " وكان غي كانت بنت هانيا... عيبنا واحد" لم يصدم هذا المجتمع لفعل الاغتصاب بحد ذاته بقدر ما صدموا أنه اغتصاب رجل لطفل أما في حالة اغتصاب الأنثى تكثر الأسئلة " كم سنها؟ ماذا كانت تلبس؟ كم كانت الساعة؟ هل كانت مصاحبة معه؟؟ وكأن الإجابة عن أحد هذه الأسئلة يبرر الفعل فقط لأنها أنثى... لا يزعجكم ولا يستفزكم الاغتصاب بقدر ما يزعجكم جنس المغتصب
في مجتمعي الذكوري لا يصدمه العنف الزوجي إذا تعلق بالمرأة لأنها مشتقة من " واضربوهن و " ادبوهن "." " الرجال قوامون على النساء"، " النساء ناقصات عقل ودين" هي كلها مقتطفات تخدم القضية الذكورية وتبيح لهم الضرب والتأديب ولا يحرككم فعل العنف بحد ذاته أما عندما يكون المعنف "رجلا" فتجعلون منه بهلوانا " ورجولة اخر الزمان..(خلى مراتو ضربو) لأن ما يثيركم ليس فعل العنف وإنما أن الرجولة المغربية والفحولة تتعرض للإهانة وهو ما لا يجب أن يكون. لا يزعجكم العنف الزوجي بقدر ما يزعجكم جنس المعنف به.
في مجتمعي الذكوري التحرش بالمرأة لا يصدمه ويعتبره " واجبا وطنيا" ويدخل في سيرورة طبيعية ومنظرا عاديا أصبحنا نراه في شوارعنا وكل ما زاد رصيد الرجل من التحرش كلما زادت رجولته أما إذا تحرشت المرأة بالرجل فالأمر يصدمكم وتصفونها "ببنت الزنقة" لا يزعجكم التحرش بقدر ما يزعجكم جنس المتحرش به.