عشية الذكرى الثالثة عشرة لهجمات سبتمبر ، طرح الرئيس الاميركي باراك اوباما، خطة واسعة وبعيدة المدى مضادة للارهاب الجديد المتمثل بتنظيم "الدولة الاسلامية" الذي يطلق عليه "داعش"، تشمل توسيع العمليات العسكرية العراق في سياق "حملة منظمة من الغارات الجوية"، وارسال نحو 500 عنصر عسكري اضافي لتقديم الدعم والمشورة للعراقيين، وتسليح المعارضة السورية، بعد الاعلان عن استعداد السعودية الاشراف على تدريب الثوار السوريين. وفي اشارة الى انه يعتزم توسيع الحرب الجوية الى سوريا، وجه اوباما تحذيرا الى قادة "داعش"، قائلاً: " سنصطاد الارهابيين الذين يهددون بلادنا، في أي مكان يوجدون فيه. وهذا يعني انني لن اتردد في اتخاذ الاجراءات ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا كما في العراق". واضاف في خطاب متلفز وجهه إلى الشعب الاميركي: "وهذا يمثل مبدأ جوهريا في ولايتي: اذا هددتم اميركا فانكم لن تجدوا ملجأ آمنا". وهكذا اصبح اوباما رابع رئيس منذ رونالد ريغان يورث خلفه حربا في العراق، يضاف اليها الان حربا اخرى في سوريا.
وفصّل اوباما خطته الاستراتيجية الى اربعة عناصر. اولها تكثيف الغارات الجوية في العراق، وتعقب قادة "داعش" في العراقوسوريا، وثانيها، ارسال المزيد من الخبراء والمستشارين العسكريين الى العراق لتطوير التنسيق مع القوات العراقية النظامية والبشمركة، الى تعزيز الدعم العسكري والتدريبي للمعارضة السورية، حيث اغتنم اوباما الفرصة مرة اخرى كي يؤكد انه خلال المواجهة مع داعش لا نستطيع الاعتماد على نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد الذي يقوم بترهيب شعبه، وهو نظام لا يمكنه ابدا ان يستعيد شرعيته التي فقدها. وبدلا من ذلك علينا تعزيز المعارضة كأفضل قوة مضادة للمتطرفين مثل داعش، على ان نواصل في الوقت نفسه السعي وراء حل سياسي ضروري لمعالجة الازمة السورية بشكل نهائي".
اما العنصر الثالث في هذه الاستراتيجية فهو التنسيق مع الحلفاء لقطع تمويل "داعش " وتحسين القدرات على جمع المعلومات الاستخباراتية، والرد السريع على الطروحات الايديولوجية ل"داعش" والمتطرفين، والتصدي لتسلل المقاتلين الاجانب من والى الشرق الاوسط. العنصر الرابع هو مواصلة توفير المساعدات الانسانية للمدنيين الابرياء الذين اقتلعتهم "داعش". وقال: " وهذا يشمل المسلمين السنّة والشيعة المعرضين لاخطار كبيرة، الى عشرات الآلاف من المسيحيين والاقليات الدينية الاخرى".