أول شئ يتبادر إلى ذهن وأنت قادم على مغامرة المقارنة بين أوربا موطن هجرتك والمغرب بلدك الحبيب ، هو النّظافة وكيف نُدبّر نفاياتنا ، وهذا في اعتقادي مُؤشّر مهم لفهم درجة حيوية وتفكير شعب مُعيّن العقل والتّفكير السّليمين يُنتجان مكاناً نظيفاً وبيئة سليمة وهي مسألة في تصاعد في رقع أخرى من الجغرافيا ، عندما تزور أحدهم في بيته وتكتشف رائحة كريهة أوتجد الأزبال تُطوّق بيته تخرج بخلاصة واحدة أنّه شخص لم يصل بعد إلى المستوى العقلي الّذي يُؤهله أن يكون نظيفاً وواعيّا بضرورة تنظيف مجاله الحيوي ، وماينطبق على الأشخاص ينطبق على الشّعوب ، واذا سيقول السّائح الأجنبي عندما يزور بلدنا ويكتشف هذا الحجم المهول من الزّبالة في الشوارع والأزّقة
هذه الكوارث في المراحيض العموميّة ، سوء النّظافة في خدمات التغدية وأماكن الإستحمام ...أكيد سيقول هذا شعبٌ لايفهم في النّظافة ويُشكّل صورة سيّئة تنضاف إلى صورٍ أخرى لاتقلّ بشاعةً ، في أيّ دولة أوربية غربية من السّهل أن تتعرّف على أحياء المغاربة من خلال حجم الأزبال المُلقى على الشّارع " وأشياء أخرى " يُنافسنا في هذا إخوتنا العرب والأفارقة عكس مثلاً أن تزور حيّا تقطنه أغلبية إيطالية أوإسبانية أوفرنسية ، أول شئ ُيبهرك هو النّظافة والمساحات الخضراء .
النّقاش حول دور النّظافة في سلوكنا اليوم مُغيّب من أجندات الجميع ، بل حتّى في أماكن تدبير العبادات وتكفي زيارة لإحدى مراحيض المساجد للوقوف على هذه الكارثةفلايكفي القول المكرّر لمقولة " النّظافة من الإيمان " إلى تغيير سلوك النّاس بل إلى ضرورة الوعي أوّلا بماهيّة النّظافة ثمّ التربية على النّظافة أمّا نظافة الشوارع فراجعة بالأساس إلى هذا الجانب وجانب آخر لايرى في الشارع العام ملكا جماعيّا ولكن ملكا للدّولة / المخزن
قد يؤدي الإحساس بالقهر أحياناً إلى الرّغبة في الإنتقام عند البعض وهذا مايفسر سلوك الذين يرمون بكل أنواع القمامة من نوافذهم وأحياناً أخرى الجهل وانعدام التربية وهو حال بعض المتعلمين الذين يرمون بالقارورات من نوافذ سياراتهم في الطّرق الرئيسية في الوقت الذي يكون غالباً حديثهم أثناء هذا السلوك ....انعدام الوعي عند الشعب.