لعل أغرب وأصدق وسيلة يبوح من خلالها الناس بتطلعاتهم وآمانيهم وايضا بحنقهم على ظروف الحياة الصعبة هي أبواب المراحيض !!! وإذا كان البعض يقول إن الحكومات هي مرآة الشعوب فإني أقول إن المرحاض العمومي مرآة للشعوب !!؟؟ بإحدى الشركات كنت أجتاز فترة تدريب قاربت الشهر ،في البداية كنت أستعمل للأمانة مراحيض الإدارة وهي مراحيض نظيفة ومجهزة بورق التوليت وصابون...إلخ لأني ببساطة مهوس بالنظافة غير أني لم أدرك أن الطبقية تمارس حتى في المراحيض " زعما هوما كينزلوا اللويز وحنا كنزلوا جيحاجا أخرى " المهم غضبت بعد أن ضبطت بجرم استعمال مرحاض الإدارة الموقرة فطلبوا مني استعمال مرحاض بوخنونة أي العمال في حالة إذا ما رغبت في البحث عن الراحة أحسست بالحكرة لكني قلت في نفسي " ماشي مشكلة الله يحشرنا مع المساكين ولي باغي فرعون الله يحشر معاه " المهم بدأت استعمال مراحيض بوخنونة غير أني أدركت السبب لأن بعض الناس أقول بعض يستحقون أن يُرمى بهم في غابة للضواري عقابا لهم على سلوكيات لم يرتكبها حتى إنسان العهد الحجري . إكتشفت على سبيل المثال لا الحصر أن هناك صنف من الناس يختط عليه الأمر ولا يستطيع التميز بين المرحاض التقليدي والمرحاض العصري وهكذا يمكنه أن يضع " السلعة ديالو في أي مكان كان " هناك أخرون يأكلون داخل المراحيض بنهم شديد ويرمون بالملاعق والعلب داخل البالوعات مع العلم أن سطل القمامة لا يبعد عنهم إلا امتار معدودة ،هل هذا الصنف البشري يمكن أن يمت للحضارة بصلة ؟؟ فالحضارة لا تعني أن نستعمل البلاك بيري وجهاز الحاسوب والسيارة...إلخ فحسب لكن الحضارة فعل وسلوك يومي فالإنسان المتحضر هو الذي يحترم القواعد الإجتماعية والدينية المتعارف عليها (الأخلاق، العرف، قواعد المجاملات ...إلخ ) ولهذا حينما أشاهد شخصا يرمي بأزباله أضحك وأقول إنه يرمي بعقله وعقل البعض لا يساوي شيئا لأن القمامة نفسها يعاد تدويرها في بعض الدول أما عندنا نحن في الماروك فالبشر والقمامة شيء واحد مع الإمتياز للعنصر الثاني . ولهذا حينما طرحت سؤلا في محرك البحث الشهير غوغل مفاده " هل عقل العربي في مؤخرته ؟ " لامني الكثيرون وسبني البعض في سيل من التعليقات التي تجاوزت المئات في ظرف وجيز مع أن أغلبهم لم يكلف نفسه عناء قراءة دافعي لوضع السؤال ، فتم حذف السؤال بدعوى أنه يخدش مشاعر الشعوب ؟؟!!! في سؤال أخر تساءلت ما إذا كانت بعض الشعوب العربية غبية ؟ لأن الشعوب التي لاتدافع عن حقوقها وكرامتها ينطبق عليها وصف أكثر من الغباء . والحقيقة أن من جعل الناس سواء فليس لحمقه دواء ذلك أن بعض الناس نموذج في الأخلاق والتعامل الإنساني ومنهم من تدفعه أخلاقه لتقديم النصح والموعظة حتى فالمرحاض عملا بالمثل المصري الشهير " زاكر يابني ولو في المرحاض " ذلك أنه كثيرا ما كنت أجد عبارات طويلة تتضمن شعرا وحكما ونصائح في الجنس والمال والأعمال ..إلخ فكنت أتساءل ترى من يكون شاعر المراحيض هذا ؟ وأخرون وقد حولوا أنفسهم لساسة ومصلحين ينتقدون فيه الأوضاع السياسية المغربية المتردية فكنت أقول ساخرا إن مراحيض العمال القذرة تعكس وجه السياسة المغربية ، ومنهم من تصل جرأته حد شتم الوزاراء بدعوى أنهم شلاهبية ...إلخ. الحصول الله يستر والسلام . [email protected] http://9isa.maktoobblog.com