قال صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون ، في حوار لمجلة " فورينغ بوليسي" الامريكية ، ان هزات ما يدعى بالربيع العربي التي طالت بلدانا عربية، لم تصل الى المغرب لانه البلد الوحيد في المنطقة الذي تبنى خط الإصلاحات من خلال مسلسل دمقرطة مؤسساته وضمان التعددية الحزبية منذ الاستقلال و فضل الاختيار الليبرالي في نموذجه الاقتصادي في الوقت الذي تبنت فيه دول اخرى خيار الحزب الوحيد . وشدد مزوار على انه لهذا السبب فان المجتمع المغربي يحمي نفسه من كل الهزات الخارجية لان لديه المناعة في احتوائها ولديه وعي بقوة مؤسساته وتجذرها بدءا بالمؤسسة الملكية التي ما فتئت مواكبة لكل المتغيرات واتبث قدرتها على قيادة مسلسل الإصلاحات الشاملة بوعي وتبصر وبشكل لا رجعة فيه.
وأعطى مزوار أمثلة حية على ما تم إنجازه خلال 15 سنة الاخيرة من حكم جلالة الملك محمد السادس من إصلاحات فريدة من نوعها بالمنطقة سواء تعلق الامر بإصلاح المدونة وما كرسته من اعتراف صريح بحقوق المرأة الذي شمل مناحي الحياة العامة و توج بدسترة المساواة بين الجنسين، كما لم يفت وزير الشؤون الخارجية الإشارة الى مكتسبات الدستور الجديدة في كل ما يتعلق بالحريات للعامة الجماعية والفردية فضلا على الإصلاحات السياسية وطي صفحة الماضي والتعدد اللغوي والثقافي .
وعلى العكس من ذلك، أوضح السيد مزوار ان بلدانا مجاورة للمغرب اختارت نظام الحزب الوحيد وأنجبت ديكتاتوريات ،. ظلت منغلقة على نفسها ، متجاهلة، و ما تزال، لنبض مجتمعاتها ومطالبها من اجل المساواة والديمقراطية. اما بخصوص الأوضاع في العالم العربي، فقد أوضح مزوار ان الوضع بليبيا مقلق مؤكدا ان المغرب يعمل جاهدا من اجل عودة الاستقرار الى هذا البلد بمساعدته على إقامة مؤسساته ، وإرساء آليات الحوار الوطني بين مكوناته من اجل بناء ليبيا جديدة.