حصلت "صحيفة الناس"، بشكل حصري، على كتاب داخلي هو بمثابة "القرآن السّري"، الذي يحتكم إليه قادة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، المعروف اختصارا ب"داعش"، في شرعنة أعمال القتل والإعدامات الجماعية والدم وزرع الرعب وذبح الأسرى والأطفال وجز رؤوس المسلمين وبث هذه الأعمال في أشرطة فيديو وتنفيذ العمليات الإرهابية تقربا إلى الله وعبادة له وتمهيدا لإقامة دولتهم المنشودة. وحمل هذا الكتاب المثير بأفكاره الغريبة عن الإسلام عنوان "إدارة التوحش" لمؤلفه أبي بكر ناجي، الذي ليس إلا الاسم المستعار للمواطن المصري محمد حسن خليل الحكايمة، واحد من زعماء ومؤسسي تنظيم "الجماعة الإسلامية"، التي نفذت الكثير من العمليات الإرهابية ضد السياح الأجانب في مصر، قبل أن ينتقل إلى أحضان تنظيم القاعدة في منطقة القبائل على الحدود الباكستانية -الأفغانية. ووجه صاحب الكتاب رسالة صريحة إلى أنصار "داعش" في المغرب من أجل التحرك وقال "إنه ردّا على ضراوة النظام المصري ضد الإسلاميين، فإن على إخوانهم في المغرب تنفيذ تفجيرات ضدّ السفارة المصرية في الرباط أو اختطاف دبلوماسيين مصريين". ويشرح هذا الكتاب، الذي يعدّ بحق دعوة صريحة إلى الفتنة والتمرّد، إستراتيجية الإسلاميين للوصول إلى السلطة، ليس عن طريق مواجهة مباشرة مع الأنظمة الحاكمة، بل من خلال الأعمال الإرهابية وما يوازيها من إجراءات مرعبة تهدف إلى تقويض أسس النظام ومؤسساته في أفق سحق مقاومة العدو من أجل التحكم في الوضع ما بعد الجهاد. وحسب مؤلف الكتاب محمد حسن خليل الحكايمة فإنّ قدرة "الجهاديين" على التسبب في خسائر لأعدائهم، وخصوصا من الغرب والأنظمة العربية والإسلامية المُستبدّة، وكذا على تدمير اقتصاديات القوى الغربية من خلال إشاعة الرّعب والموت، يمكن أن تؤدي إلى "حالة توحّش" تسمح للجهاديين بتدبيرها في أفق إنشاء "الخلافة الإسلامية".. ويرى صاحب الكتاب أن الأعمال الإرهابية الشاملة ستخلق شعورا بانعدام الأمن إلى حد إفراغ جهات كاملة من سكانها، فتصبح "جهات توَحّش"، حينها يمكن للجهاديين تسييرها، بل ويمكن أن يطلب منهم ذلك السكانُ (مسلمdن وغير مسلمين) الذين سيطر عليهم الرّعب وأضحوا متعطشين لعودة النظام. تفاصيل أكثر في عدد في غد الإثنين من "صحيفة الناس".