تساءل إدريس لشكر في عرض مناقشته لتقرير ابن كيران أمام البرلمان المغربي عن طبيعة التماسك الحكومي الذي يتحدث عن ابن كيران باستمرار قائلا "لقد اتضح بالملموس أن الأغلبية الحكومية التي أمامنا سرعان ما تكشف عن هشاشة تحالفها وعن ضعف تعاقدها، آخر مثال على ذلك حصل قبل شهرين عندما اعترض الأمين العام لحزب التقدم و الاشتراكية، الوزير في هذه الحكومة على التصريحات الأخيرة التي صدرت عن وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، و التي أدان فيها ما تعرضه القنوات التلفزيونية والإذاعية العمومية في برامجها ومسلسلاتها، من صور منكرة تخل في اعتقاده بالقيم الاخلاقية" فين ظل ابن كيران جامدا أمام سيل الانتقادات التي وجهها له ادريس لشكر. واختفت الابتسامة نهائيا من على وجه ابن كيران، فمع انتقال ادريس لشكر بين كلمات مداخلته حتى بدأ الغضب يتملك ابن كيران، اذ لم يستطع اخفاء تقاسيم الغضب عن وجهه، بيمنا استمر ادريس لشكر في اعطاء امثلة عما اسماه ضعف التماسك الحكومي موجها كلامه ابن كيران متسائلاً "وبينما يعدنا البرنامج الحكومي" برفع فعالية الفعل الحكومي ذي الطبيعة الاستراتيجية وتحقيق الوضوح والانسجام في المسؤولية"، فأي انسجام هذا عندما نرى زعماء أحزاب من مكونات الأغلبية الحكومية يشتكون إقصاء وتهميش أحزابهم من المشاركة في اتخاد القرارات الكبرى للبلاد؟".
وأضافت لشكر قائلاً "وأية فعالية حكومية هذه عندما نجد الامين العام لحزب الحركة الشعبية يشكو من منهجية رئيس الحكومة وقراراته الفردية، وتذهب به الشكوى الى درجة التهديد بالانسحاب؟" وبدا ابن كيران محرجا عندما استمر لشكر في تعداد ما وصفه بالتنافر بين المواقف السياسية للاحزب المشاركة في الحكومة قائلا "لقد بلغت مظاهر العبث و التنافر داخل الأغلبية الحكومية الى درجة المزايدة في قضية استراتيجية تخص الشأن التعليمي ببلادنا، حيث نجد الحزب الأول في الحكومة يتوجه بمدفعيته الثقيلة ضد السياسة التي يطبقها وزير التربية الوطنية في مجال تدريس اللغات الأجنبية وارساء البكالوريا الدولية، ليرد عليه حزب آخر من نفس الأغلبية ببيان لمكتبه السياسي في نوع من التصعيد الذي يدعو إلى "الابتعاد عن أدلجة العملية التربوية وجر النقاش الحالي إلى متاهات بوليميكية"
وعلى جانب آخر، خلص لشكر إلى أن "الحصيلة المرحلية للحكومة مخيبة للآمال، نافيا أن يكون ما قدمه ابن كيران "حصيلة وتصريح حقيقي يستند على إنجازات مضبوطة ومؤشرات دالة ومعطيات مرقمة"، وأن "ما استمعنا إليه من رئيس الحكومة هو خطاب فضفاض يسبح في العموميات وينهال قاموسه من الاستبداد والابتزاز السياسي".