مرت أكثر من شهرين و أنا كنمشي للمحكمة وكيردوني مداولة , مرة كيردوني سيمانة ومرة خمسطاش ليوم , انا كنت كنتمنى يردوني كل مرة شهر, وندوز العامين كلها مداولات , على الأقل كنت كنشوف خديجة وكنشوف صحابي لي ميمكنش نشوفهم فالزيارة , وكنبدل الجو شوية, راه غي الإحساس ديال تتجاوز أصوار الحبس راه واعر , واخا فصندوق حديدي, ولكن داخل داك الصندوق كنا نستمتع بتخمين فأي الشوارع نحن, وأمام أي مقهى مررنا, وفأي سطوب توقفنا, وكنا نتخيل السيفيل انطلاقا من ذاكرتنا , كنا كندوزو وسط كيليز , الله أميمتي الله , كان الصيف والصيف فمراكش ليس كالصيف في بعض المدن الأخرى , كنتخايلو الدريات بالشورطات لقصار والبوديات الرقاق والنظاظر ديال الشمس وصيكانهم, غادين كما يصفهم الشاب خالد : الجيبة والصاك تزعدل فيه ذراعها جولي كيف البوبية. المواساة الوحيدة لي كانت كتوقع مرة مرة هي ملي كيمشيو معانا القحاب للمحكمة فنفس السطافيط, فالغالب كيمشيو معانا العيالات مرة مرة , وبجميع الأصناف والأشكال, وكل وحدة وتهمتها, وكل وحدة وظروفها, وهادو مكناش كنزعموا عليهم, لعكس كنا كنواسيو بعضهم حيث حقا كيكونوا عيالات لعبات بيهم الظروف وماديالش هاديك الحالة , بحال واحد المعلمة مشدودة على الشيكات الطريق كلها وهي كتبكي وتتنخصص , هادوا مكانوش كيمثلوا لينا المواساة, بل كيزيدو يأزمونا , ولكن القحاب لي مشدودات على الفساد, هادوك هوما التسلية والمتعة, حيث كاين شي وحدات راه مكناش كنحلموا فالواقع نتواجدوا قربهم حتى لديك الدرجة , خصوصا لقحاب ديال السواعدة والقحاب ديال الرياضات والأوطيلات الواعرين, ولي منقدروش حتى نقولوليهم -أفين- فالسيفيل , هادوك كنا كنحاولو جماعة نتقربوا منهم, نتبادلوا الحوار معاهم, نطلبوهم على شي لعيبة, وكانوا سخيات وكيكميو غي المارلبورو ودافيدوف , صعيب نوصف لذة جقير قحبة فكارو دافيدوف , واخا باسل ومكنحملوش, ولكن المتعة كاينة فدوك الأنامل الناعمة والطريقة كيفاش كتجبدو من الباكية وكتمدوليك من الشبيك لي قاصم السطافيط على جوج , حيث كون مكانش الشوبيك راه غتطلب منها () بزربة ماشي كارو.
واحد البنت كانت هازة معاها مجلة لالا فاطمة , وطلبتها عليها, وحيث بنت الخير وكابرة فالخير وخسروا عليها ولاد الخير شلا خير , مرداتهاش فوجهي, وهاكة حصلت على مجلة فيها الصور ديال فاطمة الزهرة المنصوري واقيلة بالتكاشط, وصور لدنيا بوطازوت ونجاة الوافي , الله أميمتي الله, تحماو عليا بتلاتة فأحلامي الإيروسية وبغاو يقتلوني , عصروني , وخلاوني كي الشرويطة غارق فالعرق وكرصوني عامر بالمني, ونايض ندوش مع النبوري
فالأسبوع لي فات , القاضي كان رفض أي طلب لمهلة أخرى, ووعدنا أن الجلسة الجاية غادا تكون آخر جلسة , وداكشي نيت لي وقع , كنت ملي كندخل للمحكمة الدراري لي جايين على ودي كيهزو شارة النصر , ديك اللعيبة هاحنا متضامنين معاك , أنا كنت كنضحاك وعجباتني هاد اللعيبة, وليت فين مكندخل للمحكمة كنهز الشارة وكيردوا عليا الدراري والبنات لي جايين على ودي , ولكن أنا مكننتش كنهز شارة النصر, و إنما شارة قرون الشيطان الخاصة بالروك , توفيق أبو زيد وياسين سليمان كانوا كيفهموني, وحتى هوما كيهزو شارة الروك , وحقا راه الروك كثقافة وكموسيقى ونمط عيش, راه ثقافة بديلة وإحتجاجي على الوضع أكثر من كتب ماركس وأنجلز, والأثر لي عندو على المجتمع أكثر من أثر تشي غيفارا أو ياسين عرفات , ولي مآمنين بقضية الروك الثورية كثر من المؤمنين بأي ديانة , حيث ميمكنش تكون عندك ديانة وتشرك معاها ديانة خرى, ولكن مع الروك يمكن تكون عندك أي ديانة وكتآمن بسحر الغيتار, وعظمة الذرامز, وقوة الكيطار باص, يمكنليك تكون من أي دين وتآمن بأن ميطاليكا هم آخر الأنبياء .أن ليد زبلن هم رسل الجحيم, وأن البينك فلويد خرجوا من الجنة للتو , وأن جنة أيرون مايدن أكثر متعة من الفردوس.أن راديوهيد هم حواريوا عيسى الحقيقيين, وأن مادروغادا من المبشرين بالجنة...........الخ(زينة هاد اللعيبة).
ماجاتش خديجة ليوم للأسف , الواليدة والواليد أول حاجة قلتهاليهم فأول زيارة هي عمري نشوفكم فالمحكمة , وماجاوش المناضلين وديك الجقلة, كانوا جاو فاللول ولكن دغية آمنوا وعاقوا بأنني لا أستحق تضامنهم وبأنني جاحد وناكر للجميل, ولكن مسؤول, وأتحمل مسؤولية الأمر وحدي , وعلى خلاف محاكمات المناضلين الآخرين لي كانوا كيتمنعوا فيها المتضامنين من دخول القاعة وشلا غوات كينوض فيها , محاكمتي أنا كانت شيك أنيقة وهاي كلاص , مافيهاش بوزبال, فيها غي صحابي المقربين, وبعض المعجبين بشخصي كمحمد سقراط فقط, وماشي معجبين بيا كمناضل أو كعشريني أو سبعيني , ولكن الفرق كان فعدد المحامين المرموقين لي كانوا كيدافعوا عليا ولي إفتقد العديد من المناضلين لهم في محاكماتهم, الحاضرون في محاكمتي كان أغلبهم ببدلة المحامات وأغلبهم أصدقائي , كانت قلة فالكم وجودة فالنوع.
أغلب المدانين ملي كانوا كيوقفوا فقفص الإتهام كانوا كيحدروا راسهم ويديرو يديهم وراهم في مسكنة وإذلال مبالغ فيه , لكن البعض منهم كانوا كيضنوا أن هذا هو الوضع الطبيعي لي خاص تكون عليه بين يدي قاضي أو أي واحد من المخزن, وهادشي لي كرسوا المخزن نيت(مكنقصدش الملك) عبر العديد من السلوكات , أنا نيت ملي دخلت عند وكيل الملك بقيت كنهدر وكنشير بيديا, وهادي عادة فيا ووكيل الملك معقبش على الأمر, وإنما البوليسي الحقير لي واقف فالباب هو لي قالي هبط يديك راك مع وكيل الملك .
نضت من بلاصتي من بعد معيطو على سميتي, وتوجهت مختالا مزهوا منتصب القامة الى قفص الإتهام , لم يكن على كتفي نعشي وإنما فجيبي باكية ديال الكارو وبريكة , وبمعدة فيها جوج داناب وتفاحة وبنانة , وبسروال جينز زارا, وقميجة ماسيمو دوتي, وصندالة ديال صبع رييف, وقفت في قفص الإتهام وكلي لامبالاة, مبتسما كالعادة, مشحونا بالعدمية المفرطة,وقفت وأنا مرتاح كوول بحال الى واقف فالكونطوار ديال بار, مدايرش يدي ورايا وانما قدامي ومحادرش الراس , هازو بشموخ بريئ مؤمن ببرائته بحال جدي الفيلسوف سقراط الله يرحمو ويوسع, وهاكة دارت أطوار المحاكمة ........
في البداية حرص القاضي على أن تكون المحاكمة قصيرة وبسيطة وعادية جدا, وبلا بزاف ديال الهدرة, وتكون مجرد محاكمة تاجر مخدرات فقط, كأي محاكمة أخرى , ولكن محاميي المحنكين العظماء, أصروا أن تكون محاكمة رأي, وطبعا فعلوا, ودامت مرافعاتهم لأكثر من ساعة أمر خلالها القاضي بإغلاق القاعة لكي يركز أكثر , لأن حقا مرافعات كل من عبد الإله تاشفين والطاهر أبوزيد ( الملقب بسوسن) والأستاذ رشيد الغرفي, كانت مثيرة ومستفزة وغنية بالمعلومات, وغير تقليدية بتاتا, وفيها من الحجج والبراهين على برائتي الكثير, كون كنا فدولة فيها نظام قضائي عادل بحال ديال ماريكان, كون المحلفون خرجوني ببرائة , حيث حقا من خلال مرافعات الطاهر و تاشفين والأستاذ رشيد أنا بكري إقتنعت ببرائتي .
كان حاط كتوبة ديال القانون فوق الطابلة, وكيهدر وكيتحرك ذهابا وإيابا من عند الطابلة لمنصة القاضي, ومرة مرة كيعطيه ورقة أو جوج فيها مقالات كتبت عني في مواقع إخبارية ( كنت كنقول يا ربي ميعطيهش شي حاجة كتبها حميد زيد) ومرة مرة كان يقلب أوراق بعض الكتب, ويقرأ على القاضي فصولا منها, والقاضي ونوابه متابعون في إهتمام بالغ, واحد اللحظة بدى أن عبد الإله تاشفين يعيد تدريس القضاة القانون , وبلغته العربية الرنانة وبصوته النزيه, قدم مرافعة كانت من التقنية والإحترافية تظاهي مرافعة كيانو ريفس في فيلم محامي الشيطان.
الطاهر خلاف تاشفين لم يكن تقنيا كثيرا في مرافعته, واختار سلك درب تجييش المشاعر, وقدم مرافعة لو قدمت في سوق عكاظ لإعتبر أشعر من النابغة الذبياني , بطول قامته ولون بشرته كعربي قح في فيلم إنديانا جونز الجزء الأول أو في فيلم هيدالغو , أثرى الطاهر أبوزيد مرافعته بأبيات من الشعر وبمقولات بمفكرين وفلاسفة وسياسيين سابقين, وذكر القضاة بالماضي القضائي الأسود في المغرب أيام سنوات الرصاص, وأخبرهم أنهم إن لم يحكموا ببرائتي فإن التاريخ يكون قاد أعاد نفسه, وهاهي محاكامة مراكش الشهيرة في التمانينات تعاد من جديد , كان شامخا كأي سباعي, ومقنعا ومؤثرا وخطيبا كأجداده , جسده أعطاه مصداقية أكثر, وبدت بدلة المحاميين عليه أكثر نبلا ورقيا وشموخا , وحركات يده كانت تزيد من واقعية ما يقول وتأكد حقيقته , مرافعته ذكرتني بالمرافعة التي قدمها آل باتشينو في فيلم سانت أوف أوومن, والذي قدم فيه آل باتشينو أحد أروع مشاهده في تاريخه السينمائي, والذي حاز بفضله على جائزته الأوسكار التانية , وكون تصورات مرافعة الطاهر أبو زيد وحق الله حتى ياخد عليها أوسكار أحسن ممثل أو على الأقل جائزة السعفة الذهبية .
قدم الأستاذ رشيد الغرفي مرافعة كانت من الرزانة والقوة والواقعية أن إعتبرت آخر مرافعة, ورفض القاضي مرافعات محاميين آخرين نظرا لديق الوقت, ولأن المرافعات لي دارت دابا كانت كافية ووافية وشافية وتقدر تخرج القاعة كلها برائة ماشي غي أنا .
في النهاية سولني القاضي: واش عندي شي أقوال منضيف ؟
ليلة كاملة وأنا كنقاد فواحد الجملة تكون قصيرة وعميقة وتقنية ومختزلة, ومافيها حتى شي ذرة من التوسل أو الإذلال, وفيها مما يدل على ثقافتي وحكمتي وقوة شخصيتي الكثير, ببساطة كنت باغي نقول شذرة نيتشوية, ولكن لم أوفق في الأمر وكانت الجملة هي : أتمنى الأخد بعين الإعتبار مرافعات المحاميين, ومتكونش مجرد شكليات بيزنطية يتم الإستئناس بيها أثناء المحاكمة .
انتهت المحاكمة شدني البوليسي من ذراعي وإتجه بيا نحو الباب , كانت هادي آخر مرة عنتواجد فيها فمحكمة وآخر مرة عنشوف صحابي , تلفت جيهتهم وهزيت شارة قرون الشيطان ردوا عليا وكيضحكوا, وتمنيت حينها أن تكون خديجة موجودة لألقي عليها آخر نظرة , كنت محتاج نشوفها بزاف داك النهار, بالظبط داك النهار .
ملي رجعت للحبس كان كولشي فالشامبري وفشنابر خرى كيعاود على المحاكمة ديالي, وكيفاش المحاميين دواو بزاف, وكيفاش داك المحامي لقصير مقود بزاف وواعر وا بحال الى هو كيوري القضاة ميديرو, وواحد فيهم قال :