سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إسلاميو العدالة والتنمية يستشعرون مرارة الحكم ويضعون انفسهم في مواجهة الشارع. غياب بنكيران والعثماني على مستوى القرار الدبلوماسي يربك حسابات الحزب الحاكم
يواجه رئيس الحكومة في الأونة الاخيرة امتحانا عسيرا بسبب غيابه التام على مستوى القرار الدبلوماسي كما تبث ذلك جليا من خلال البيان المحتشم لوزارة الخارجية إزاء أحداث مصر الأليمة والتي يجتازها خلالها إخوان العدالة والتنمية بمصر محنة غير مسبوقة في تاريخ الجماعة من لدن العسكر المصري بشكل يذكرنا تماماً بالنموذج الجزائري الذي قاد فيه العسكر الجزائري انقلابا على الشرعية ضد الفيس بزعامة علي بالحاج بعد تفوقهم في أولى الانتخابات التشريعية الجزائرية التي لم تتدخل فيها السلطة في بداية عقد تسعينات القرن الماضي ، وتعيش مصر اليوم، مع اختلاف السياق الدولي طبعا، المسلسل الانقلابي ذاته ضد إخوان مرسي بعد الانقلاب على الرئيس الشرعي، مع لجوء الدولة العميقة في مصر للأساليب ذاتها التي لجأت إليها المخابرات الجزائرية في كسرها شوكة الإسلاميين حين ساهمت في عمليات التقتيل الجماعي لقرى ومداشر باسم الإسلاميين وجاءت بأسلحة لإيهام المواطنين الجزائريين بان جماعة علي بالحاج والمدني إرهابية بهدف ترويعهم وعزل الجماعة عن المجتمع ثم حظرها قانونيا في ما بعد بعد إضعافها . هذا السيناريو المرعب يدرك إخوان بنكيران خباياه وأهدافه جليا لذلك تراهم اليوم يفضلون مهادنة الدولة وتقديم تنازلات لتفادي السيناريو ذاته وان كان للمغرب خصوصيته في قضم عظام الإسلاميين عبر استراتيجية الاحتواء والتهميش أي حرق أوراق بعض منهم في السلطة وتحميلهم المسؤولية المعنوية والسياسية عن قرارات لا شعبية كما حدث للعثماني ولبن كيران في الموقف من أحداث مصر، مع الدفع بالطرف الآخر من الإسلاميين إلى التظاهر في الشارع ضد قرار الحكومة وان تعلق الأمر بزوجة رئيس الحكومة التي خرجت اليوم في تظاهرة الرباط مطالبة بطرد السفير المصري وهي تعلم ان زوجها لن يقدم على ذلك لانه ببساطة لا يحكم.