يفتخر المركز السينمائي برقم عدد الأفلام المنتجة سنويا في المغرب، والتي يصل رقمها إجمالا إلى 15 فيلما بالرغم من أن مصادر من المركز السينمائي المغربي تقدم أرقاما خاطئة للمجلات الأجنبية مثل مجلة "فاريتي" الأمريكية والتي تحدثت عن 20 فيلما ، وإذا كانت أهمية صندوق الدعم السينمائي لا تناقش فان الرقم الذي يقدم حول الأفلام المنتجة لا يعبر نهائيا عن الواقع السينمائي الحقيقي فمن بين 15 فيلما يتم إنتاجها سنويا لا تعرض في القاعات إلا خمسة أو ستة أفلام بينما تبقى الأفلام الأخرى سجينة العلب هذا دون الحديث عن المستوى العام للأشرطة ليطرح السؤال ما معنى إنتاج أفلام إذا لم تكن هناك إمكانية مشاهدتها من طرف الجمهور السينمائي. الرقم الثاني متعلق بعدد القاعات السينمائية والتي تقلص عددها في أواخر السنة الماضية إلى 46 قاعة وهو رقم آخر لا يعكس الواقع نهائيا فالغرفة المغربية لأصحاب القاعات السينمائية تؤكد في كل خرجاتها على أن القاعات لا يصل عددها إلى 33 قاعة حيث أن العديد من القاعات أقفلت لكنها لم تسجل كذلك عند المركز السينمائي دون نسيان القاعات الأخرى التي لا تشتغل طوال السنة وإنما بشكل موسمي. أما بخصوص المبلغ الإجمالي للدعم السينمائي والذي يصل سنويا إلى حوالي ستة ملايير سنتيم سنويا فهو رقم يحتاج إلى عملية تدقيق كبيرة وذلك على مستويين الأول بخصوص تأخر إنتاج بعض الأفلام التي حصلت على الدعم والمستوى الثاني نوعية المراقبة المفروضة على طرق صرف الدعم، فالبرغم من الأقاويل والإشاعات الكثيرة التي تم تناولها حول هذا الموضوع، فإن المركز السينمائي يلتزم الصمت في هذا الجانب، وهو نفس الصمت الذي يتم التزامه بخصوص المخالفات التي تقوم بها شركات تنفيذ إنتاج الأفلام الأجنبية في المغرب بالرغم من الأخبار الكثيرة حول هذا الموضوع حيث يكتفي المركز السينمائي المغربي بإعطاء الأرقام المستخلصة من إنتاج الأفلام العالمية في المغربية وهي مداخيل تطرح العديد من الأسئلة حول طرق صرفها واستغلالها ومدى مساهمتها في تطوير المناطق التي تصور فيها الأفلام والتي لا يحتوي بعضها على قاعة سينمائية مثل مدينة ورززات، وهذه قصة أخرى.