صاحب الجلالة، أصحاب السعادة و الفخامة ،أيها اللوردات، حضرات السيدات والسادة. أود في البداية أن أتقدم لكم ،سيدي،بأحر عبارات الترحاب في "داونين ستريت" (مقر إقامة رؤساء وزارة بريطانيا) بمناسبة زيارة الدولة التي تقومون بها للمملكة المتحدة.إنها لمناسبة عظيمة و نحن سعداء لتكريمنا بهذا الشكل،نتمنى أن تستمتعوا بزيارتكم القصيرة هاته ،ونرحب أيضا بكل أعضاء البعثة المرافقة لكم و الذين يسرنا تواجدهم معنا. لبلادكم تاريخ طويل و مليء بالمفاخر.إسمه القديم بالعربية، المغرب الأقصى أو بلاد الغروب الأخير،وهو يستحضر موقع المغرب كأكثر الدول المغاربية امتدادا في الثقافة العربية و الشعب العربي العظيمين .في الأسطورة كان جنة "هسبرايدس" حيث رأى "هرقل" التفاحات الذهبية ،أما في الحقيقة فهو شجرات اليوسفي(الماندارين) التي مازلت تنمو حول مدينة طنجة. في أيامنا هذه، يزور عدة ألاف من مواطنينا المغرب كل سنة.إنهم ورثة لتقليد يعود إلى زمن "إليزابيث الأولى"،التي أرسلت أول مبعوثينا إلى المغرب.بعدها بمائة سنة امتلكنا حقيقة مدينة طنجة، كهدية زواج ل"الأمير تشارلز الثاني"،لكن لم يمض وقت طويل حتى استرجعتموها منا بشكل مفاجئ وكما ينبغي سنة 1685.
تاريخ بلدينا متداخل بشكل ما، فبقرار اتخذ في هذا البيت (رقم 10 داونين ستريت) فقدنا مستعمراتنا الأمريكية، وكان المغرب ثاني دولة في العالم تعترف باستقلال الولاياتالمتحدةالأمريكية.ثم جاء "السير وينستن تشرشل" ،أحد خدام هذا البيت السابقين،و الذي سافر إلى المغرب سنة 1943 للقاء الرئيس "روزفلت" في الدارالبيضاء ،وهي الزيارة التي شكلت نقطة التحول في الحرب العالمية الثانية.
وبالطبع ف"وينستن تشرشل" عاد عدة مرات بعدها لبلادكم، التي أحبها، والتي رسم فيها أروع منظر للمغرب.
سيدي،إذا جاز لي القول،أعتقد أنني سمعت صدى بعض الإلهامات المستوحاة من استعمال "وينستن" للغة الإنجليزية في خطابكم في المأدبة الرسمية ليلة البارحة.
وبلطف وصفتم هذه البلاد بالمنارة على طريق التقدم البشري و الرقي الإنساني.
صاحب الجلالة، تاريخ المغرب هو أيضا تاريخ عائلتكم. فسلالتكم الحاكمة تأسست أكثر من 300 سنة مضت، وبهذا فهي تعتبر من بين أقدم السلالات الحاكمة اليوم. تنويرهم و ارتباطهم بالتقدم تجسد في خطاب والدكم في نونبر 1955، عند استعادة المغرب لاستقلاله، لما تحدث عن سياسة مغرب مستقل مرتكزة على الحرية و الديمقراطية.أنتم ،سيدي،خدمتم بلدكم لأكثر من ربع قرن وأظهرتم طيلة هذه المدة تفوقا قياديا وشجاعة.والمثال الأكثر شموخا في أذهاننا على ذلك هو لقاؤكم التاريخي برئيس الوزراء "بيريس" السنة الماضية،عندما قلتم بأنه لا ينقص شيئا اكتشاف وجهات نظر معارضيك.ولابد أن يكون ذلك صحيحا. في حديثنا قبل الغذاء،أولينا اهتماما خاصا للمشاكل في الشرق الأوسط.وأخبرتكم بدعم بريطانيا لاستصدار قرار من مجلس الأمن لوضع حد للحرب الإيرانية /العراقية، وعلى جاهزيتنا للانخراط في حظر الأسلحة إذا لزم الأمر.كما تباحثنا أيضا أفاق تنظيم مؤتمر عالمي للسلام في الشرق الأوسط،حتى يشكل إطارا لانطلاق مباحثات مباشرة بين الطرفين.واتفقنا على عدم ترك هذه الفرصة تمر بدون اتخاذ خطوة مهمة إلى الأمام،وسأحث الرئيس "ريغان" على تقديم كامل دعمه لهذا المشروع عندما سنلتقي نهاية هذا الأسبوع.
كما ناقشنا أيضا سبل تقوية و تطوير الروابط بين بريطانيا و المغرب.وما حضور عدد مهم من رجال أعمالنا البارزين لهذا الغذاء إلا دليل واضح على رغبتنا في تنمية التجارة. وأنا جد سعيدة للإعلان عن قرارنا الرسمي تمديد الائتمان على القروض ليشمل الصادرات البريطانية نحو المغرب للمساعدة على تحقيق ذلك.كما وافقنا أيضا على إجراءات لتطوير التبادلات في المجالين التعليمي و العلمي.
صاحب الجلالة، لقد تحدثت عن الماضي في هذه الملاحظات، لأن بلدينا كليهما يفتخران بماضيهما وصداقتهما العريقة.لكنني أنهيتها –الملاحظات- بالمستقبل، لأننا كلانا نريد أن نتطلع: إلى حياة أفضل لشعبينا إلى السلام في الشرق الأوسط، حيث ستتمكن جميع الشعوب بما فيها الشعب الفليسطيني من العيش في كرامة و إلى تقوية الروابط بين بريطانيا و المغرب أيضا.
أطلب منكم جميعا الوقوف و مشاركتي شرب نخب في صحة جلالته،على نجاح زيارة الدولة هاته وللسعادة و الازدهار للشعب المغربي.