احتشد، صباح اليوم الأحد (27 ماي 2012)، الآلاف في ساحة النصر بالبيضاء، قادمين مختلف مدن وجهات المغرب. مسيرة " الكرامة أولا "، التي دعت لها كل من نقابتي الكونفدرالية والفدرالية الديمقراطية للشغل، حملت رسالة قوية للحكومة، خاصة حزب العدالة والتنمية. وشارك في المسيرة، التي تابعتها "كود"، أنصار نقابتي الأموي، وعرفت حضور مختلف تنسيقيات حركة 20 فبراير، والمعطلين، والجمعيات الحقوقية والثقافية. وفيما حددت وكالة المغرب العربي للأنباء عدد المشاركين في 20 ألف، أكد منظمون أن العدد قارب ال 50 ألف. كما شهدت مشاركة كل من الجامعة الوطنية للفلاحين والموظفين والتعليم، المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، وكافة أحزاب اليسار، باستثناء التقدم والاشتراكية المشارك في الأغلبية الحكومية. وحج المشاركون من مدن مراكش، وأكادير، وبركان، وطنجة، والرباط، ومكناس، وفاس، وبني ملال، والأقاليم الجنوبية...، عبر حافلات، وذلك استجابة لنداء مسيرة "الكرامة أولا". وتلفح المحتجون برايات النقابتين، ورفعوا الأعلام الوطنية. اليوم لا فرق بين كنفدرالي وفدرالي، إذ أن خصومة الأمس أذابتها تصريحات بنكيران التي نعتها المحتجون ب "بلا بلا بلا"، في إحدى اللوحات التي أبدعوه خلال المسيرة. ويبدو أن المنافس الوحيد لبنكيران ظهر في الساحة، وأصبح يستعمل المعجم نفسه وطريقة الأداء ذاتها، التي يلجأ إليها رئيس الحكومة، لمواجهة خصومه ومخاطبة أنصاره. فنوبير الأموي، زعيم الكونفدرالية،خاطب الحاضرين قائلا "غدين نحيحو على هاد حكومة"، بينما قال عبد الرحمان العزوزي، زعيم الفيدرالية الديمقراطية للشغل، "نحن لا نخرج لممارسة هواية الاحتجاج، ونقول للحكومة تحالفنا اليوم استراتيجي". ولم يتردد الأموي، في كلمة قبل بداية المسيرة، في صب جام غضبه على تصريحات بنكيران، ودعا الكل إلى "لتحياح" على الحكومة، كما أشار إلى ذلك الأموي. بدوره انتقض العزوزي، في الكلمة تلت كلمة الأموي، ضد الأداء الحكومي، وقال متهكما "الحكومة تشتغل بالتصريح الحكومي، وليس البرنامج لأنها تفتقد لمشاريع واضحة"، واسترسل موضحا "نحن نزلنا إلى شارع ليس رغبة منا في ممارسة هوية الاحتجاج أو مزايدات عشية الانتخابات"، في إشارة واضحة إلى مستقبل التنسيق مع الكونفدرالية، قبل أن يضيف "تحالفنا استراتيجي وليس مرحلي". قيادات سياسية وجمعوية ووزراء سابقون يقودون مسيرة " الكرامة أولا " كما تابعت "كود" تقدم مسيرة البيضاء، بالإضافة إلى زعيمي النقابتين، قيادات مختلف الأحزاب السياسية اليسارية، وقيادات من حزب الأصالة والمعاصر، إذ حضر كل من أحمد الزايدي، وخيرات والحبيب المالكي، وحسن طارق عن الاتحاد الاشتراكي للقوات اشلعبية وعبد الكريم بن عتيق أمين العام الحزب العمالي، ونبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، وقيادات من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والمؤتمر الوطني الاتحادي، وحزب النهج الديمقراطي، وقيادات جمعوية تقدمها كمال الحبيب. شعارات تساوي بين المخزن والهمة والماجدي وبنكيران بعد أن خفت نجم حركة 20 فبراير، واختفت "الهوندا" من شوارع البيضاء، عادت لتظهر مجددا في مسيرة اليوم. فكما عاينت "كود" جرى استعمال أزيد من 5 "هوندات"، و"تريبرتور" أزرق خاص ب 20 فبراير، استقدموا من طرف المحتجين، حاملين مكبرات الصوت، ومرددن شعارات قوية ضد حكومة بنكيران، وتمس في شخص رئيس الحكومة. وساوى المشاركون في المسيرة، من خلال الشعارات، بين المخزن، وعلي الهمة ومنير الماجدي. كما نعت المحتجون الحكومة الملتحية بأبشع النعوت لتتحول معها مسيرة العمال إلى مسيرة سياسية بامتياز ضد العدالة والتنمية وحلفائها والمخزن. وانعزل شباب 20 فبراير وحدهم خلف "تريبرتور" مردين شعارات خاصة بالحركة كانت أكثر تسيسا من شعارات المشاركين في الحكومة. وكان سقف الشعارات أعلى، إذ طالب نشطاؤها، كما تابعت "كود"، بمحاسبة ناهبي المال العام والمفسدين.