قال القيادي في الحزب الاشتراكي الموحد محمد الساسي، أمس الجمعة بوزان، أن النظام المغربي سافر عبر الزمن لتعطيل دستور 2011 والعودة للعمل بدستور 1996 لاسترجاع هيبته بعد الحراك الذي عرفه الشارع المغربي من خلال الإتيان ببعض ممارسات سنوات الرصاص. ورصد الساسي، الذي كان يتحدث في لقاء مفتوح حول "الوضع الساسي الراهن بالمغرب"، مجموعة من الاختلالات التي طالت أداء أول حكومة بعد دستور 2011 والتي كان يعول عليها أن تفتح الباب نحو الملكية البرلمانية، لكنها ساهمت في هذه الانتكاسة.
واعتبر أن حزب العدالة والتنمية وأمينه العام عبد الإله بن كيران سجل تراجعات كثيرة على مستوى خطابه السياسي وكأنه ربما قبل الانتقال من فكرة حكومة تحكم إلى فكرة حكومة تحكم مع الملك ثم أخيرا إلى فكرة حكومة تحكم قليلا مع الملك، عوض الدفاع عن الاختصاصات المخولة له بنص الدستور.
وعن حقيقة ثورات الربيع العربي، قال الساسي أن هذه الانتفاضات تعود إلى تظافر نوعين من الأسباب المشتركة بين الدول التي عاشت حراكا، وتتمثل في العوامل المشتركة بين الأنظمة كطول مدة الحكم ووجود بطانة فاسدة تتحكم في مفاصل الاقتصاد وثروات البلد وجهاز أمني مستقو وانتخابات صورية محسومة النتائج سلفا، بالإضافة إلى العوامل المشتركة بين عناصر الحراك السياسي وتتجلى في بروز جيل جديد من الشباب كسر جدار الصمت والخوف وتيارات شعبية قوية بعيدة عن الانتماءات الحزبية وعفوية الثورات والاعتماد على المواقع الاجتماعية للتنسيق.
ولم يفت الساسي الإشارة إلى وجود انتقال ديموغرافي نوعي أدى إلى بروز متطلبات جديدة لجيل يسجل قطيعة مع النخب السياسية القائمة التي أصبح وجودها مثيرا للملل والإحباط لدى الشارع، واستحالة حدوث ثورات سلمية بالنظر إلى الظروف التي كانت قائمة بجل الدول العربية.