تتساءل الأوساط السياسية والدبلوماسية الخليجية عن سر غياب خبرة كبيرة وطويلة مثل وزير الخارجية المغربي الأسبق محمد ينعيسى، صاحب مهرجان أصيلة الدولي، عن مناسبة مثل زيارة الملك إلى الخليج.. فالرجل يعتبر بحسب الأعراف الدبلوماسية أحد كبار عرابي العلاقات المغربية الخليجية، وهو بعد أن لعب دورا كبيرا في تطوير هذه العلاقات وفي الاستفادة من اللوبي العربي الذي تشكل بلدان الخليج العربي قطب فيه ساهم في تعميق العلاقات الثنائية، وبالأخص مع السعودية والإمارات العربية المتحدة، والبحرين والكويت، ويشعر الخليجيون بتحييد محمد بنعيسى بخسارة كبيرة لمخاطب من هذا العيار متفهم وأهل للثقة. والثقة هي العملة الناذرة والكلمة المفتاح للدخول إلى السباق نحو الاستفادة من الفرص التي توفرها الاقتصاديات الخليجية، في ظل منافسة شرسة للمصريين واللبنانيين والسودانيين والسورييين، قبل الأزمة، واليمنيين والجيران الجزائريين. فهذه البلدان لها جاليات كبيرة العدد ومنظمة في إطار ما يعرف بالنوادي، في حين تبدو الجالية المغربية في عدد من البلدان الخليجية مشتتة وبلا بوصلة، رغم الكفاءات التي تتمتع بها ورغبة الخليجيين في التعامل مع جالية مغربية غير مصدرة لأي فكر سياسي وغير مؤدلجة ولا تحمل طروحات سلفية.
محمد بنعيسى يعرف الكثير من المداخل إلى قلوب وعقول مصادر القرار في الخليج، وهو محل احتفاء دائم، حتى بعد أن أصبح خارج السلطة، وآخر نشاط شارك فيها اكتسى بعدا ثقافيا قبل 5 أشهر في دبي، حيث حاضر في مقر مؤسسة ندوة الثقافة والعلوم عن الحوار الثقافي بين المغرب والخليج العربي، كما نال جائزة الشيخ زايد للشخصية الثقافية وجائزة الشارقة أيضا، وعلاقاته التي وفرها وزيرا ومنظما لمهرجان أصيلة تمنحه أفضلية في أن يقدم كتجربة مغربية في ربط الجسور وتعزيز الثقة وتوجيه الفريق الجديد الذي يشتغل على كذا ملفات.