قال عبد الواحد الفاسي الفهري، المرشح الخاسر لزعامة حزب الاستقلال، في حوار خص به مجلة "الأيام"، في عددها 540 المعروض حاليا في الأكشاك، إن جهات من خارج الحزب ضغطت على بعض أنصاره ليتراجعوا عن دعمه ويصوتوا لصالح منافسه الفاز حميد شباط عشية يوم التصويت على الأمين العام للحزب في 32 شتنبر الماضي. يشرح الفاسي الفهري ما حدث قائلا "أؤكد لكم أنه بلغنا من العديد من مسؤولينا المحليين ببعض الأقاليم أنه وقع تدخل من جهات خارج الحزب وتم الضغط على مناضلين للتصويت لفائدة حميد شباط، وهناك أمر في غاية الخطورة يتعلق بعملية شراء ذمم في جهة ما مست 25 عضوا من المجلس الوطني، ويمكن أن أقول بكل صدق ومرارة في نفس الوقت إن ما ألمني جدا هو موقف بعض أعضاء قيادة الحزب، الذين عبروا لي صراحة عن تعهدهم والتزامهم بمساندتي ثم أخلفوا وعدهم في آخر اللحظات قبل التصويت، وأعتقد أن ما عرفته فيهم من استقامة ووفاء يعطيني حق الاستغراب، وبالتالي البحث عن الدوافع الحقيقة لهذا التغيير المفاجئ في مواقفهم، ومصدر هذا الضغط القوي الذي جعلهم خارج جادة الصواب، وأظن أن الزمن سيكشف حقائق صادمة لما حدث قبل 23 شتنبر 2012".
لكن عبد الواحد الفاسي الفهري لم يذكر أية أسماء للجهات التي اتهمها بالضغط على أنصاره لصالح شباط، ولا القياديين الذين يشك في أنهم تراجعوا عن دعمه لصالح شباط. من جهته قال شباط في تصريحات ساخرة من كلام الفاسي الفهري إن "الأيادي الربانية هي التي تقف وراء انتخابه أمينا عاما لحزب الاستقلال".
مجريات المؤتمر الأخير لحزب الاستقلال تميزت بإعلان محمد الوفا، وزير التربية الوطنية، أن الملك محمد السادس أذن له بالترشح لقيادة الحزب، وأنه "مرشح القصر". غير أن عباس الفاسي الفهري، زوج شقيقة زوجة الوفا والأمين العام السابق للحزب، أحبط خطة "مرشح القصر" ونفى وجود أي اتفاق يقضي بالتصويت على الوفا أمينا عاما لكونه تلقى دعما ملكيا.
بعد ذلك تحدث مصطفى العلوي مدير جريدة "الأسبوع الصحافي" عن "رسالة حملها لمجلس حزبي ترأسه العباس الفاسي قبل المؤتمر الأخير للحزب سنة 2012، المستشار الملكي فؤاد الهمة، تنوه الرسالة في مقدمتها بالماضي المجيد لأحفاد علال الفاسي، وضرورة ترك عائلة الفاسي الفهري – احتراما لذكرى علال الفاسي – بعيدة عن تحمل مسؤوليات الحزب في المستقبل، وأن يرجع شباط لنقابته. أما الحزب – تقول الرسالة – فإنه يتوفر على طاقات شابة من نوع كريم غلاب وتوفيق حجيرة".
غير أن عباس الفاسي ، يضيف مصطفى العلوي في مقاله، "قال للمبعوث الملكي: بلغوا سيدنا أن هناك شابا ثالثا هو نزار بركة (زوج ابنة عباس)، ليضيفوا: أن فؤاد عالي الهمة أجابه: إني أحمل لكم رسالة ملكية، ولست مكلفا بحمل رسالة منكم إلى جلالة الملك".