تعرضت النائبة البرلمانية المحترمة عن فريق الأصالة والمعاصرة لهجوم رخيص من طرف مجموعة من مرتادي الموقع الاجتماعي الفيسبوك وبعض المواقع الإخبارية الإلكترونية بسبب صورة لها أخذت داخل البرلمان على حين غرة. وابل من الشتائم والسب في حق إنسانة عرفت بأخلاقها النبيلة وبمواقفها الشجاعة والجريئة كلما تعلق الأمر بالوطن وقضاياه، وكل هذا لأن الصورة أخذت من طرف مصور لم يحترم قواعد عمله وأخلاقياته وحاول إظهار السيدة الفاضلة في وضع معين لأسباب يعرفها هو فقط. عمل كهذا وكل ما ترتب عنه من ضرر للسيدة الفاضلة يجعلنا نتساءل عن مصير حرياتنا الفردية والمس الذي تتعرض له في كل مرة لأبسط الأسباب. فالسيدة النائبة لم تقترف جرماً بارتدائها لباساً أظهر جزءًا من ساقيها، بل المشكل يكمن في نفسية ذلك الشخص الذي استغل حرية انتقاله داخل قبة البرلمان لالتقاط صورة لا تعني أي شيءٍ. فأساء لسيدة ربما كان يجب أن يعتبرها أختاً له. وهنا نطرح السؤال على ملتقط الصورة : هل كان سيسرك الأمر لو تعلق الأمر بصورة لزوجتك أو أي فرد من عائلتك؟ لقد ناضل أجدادنا من أجل استقلال البلاد، وضحى آباؤنا ودخلوا السجون من أجل الحريات والحقوق. واليوم يخرج علينا أناسٌ بأفعالٍ تضرب بالتضحيات عرض الحائط، ويحاولون جرنا للوراء بكل الوسائل المتاحة لهم، و همهم الوحيد هو تشويه صورة منافسيهم وتدميرهم بأي ثمن. لا يمكن أن نسمح لأحدٍ أن يمس حريتنا في الملبس و المأكل و المشرب ما دمنا نؤمن بسيادة القانون. لن نقبل بأن يفرض علينا مجموعة من المرضى النفسيين (ممن يسيل لعابهم عند رؤية المرأة) توجهاتهم وقناعاتهم. فالمرأة هي نصف المجتمع وهي شريكة الرجل في كل شيء وهي عماد المجتمع، وإكرامها واحترامها هو احترامٌ للنفس قبل أن يكون احتراماً للآخر. لا يمكن أن نسمح بتقزيم معنى الحداثة في اللباس الذي نرتديه أو نوعية الطعام الذي نتناوله، وتشويه الحداثيين بهذه الطريقة يبرهن عن بطلان حجة أولئك الذين يرغبون في مصادرة حقوقنا وطمس هويتنا المغربية المستمدة من عمق ثقافتنا الأمازيغية، وجذورنا الأندلسية وفخامة ديننا الإسلامي الحنيف الذي اتخذ رهينة من طرف بعض الدخلاء على مجتمعاتنا. واصلي عملك يا نبيلة ولا تكترثي لأقوال وأفعال السفهاء لأنك كنت وستظلين نبيلة.