سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كاتب مقال "الصباح" الذي دفع ببنكيران الى الاعتذار للملك يخص "كود" بمقال": بنكيران وهوى السلطة: هل كان بنكيران مجبرا على تدبيج بيان ناري ضد "الصباح" التي نقلت كلامه بأمانة وغضت الطرف عن حواشي كلامه التي إن سردناها لكان الجلل أعظم...؟
هل كان بنكيران مجبرا على تدبيج بيان ناري ضد "الصباح" التي نقلت كلامه بأمانة وربطته بما صرح به سابقا، وغضت الطرف عن حواشي كلام بنكيران التي إن سردناها لكان الجلل أعظم...؟ يتضح من لغة البيان وشكله وتناقضاته الجمة، أن بنكيران انصاع لتعليمات عليا من أجل تقديم اعتذاره للملك ولمستشاريه، وجعل "الصباح" مطية لطلب الصفح من الدوائر العليا، فإن كنا افترينا عليه، كما يدعي، فلماذا يعتذر وعما يعتذر؟
اتهمني بنكيران بالافتراء والدس والنوايا المغرضة حتى كدت أخال نفسي متورطا في جريمة الخيانة العظمى أو المساس بأمن الدولة، مع يقين بنكيران التام أنها ليست المرة الأولى التي أتعامل فيها معه سواء عبر حوارات أو تصريحات، بل كانت المكالمات "العابرة"، التي تحدث عنها في بيانه، حاضرة دائما بيننا، والحق يقال إن بنكيران كان دائم التواصل وكان يرد على جميع المكالمات التي ترد عليه من قبلي، إلا أنني فوجئت لموقفه الأخير ، لأنني على يقين من أنني لم أنسب إليه كلاما أو حورت له تصريحا، عكس ما يدعي، فهو وكما جرت العادة، قد يتضايق من نقل تصريحه له ووضعه في سياق معين يرى أنه لا يخدمه سياسيا، وهو أمر نتفهمه جيدا، خاصة أن رئيس الحكومة يتحدث بعفوية كبيرة وبالتالي فأحيانا، قد تفهم من كلامه أشياء لا يقصدها تماما أو أنه يكون على سجيته فيقول كلاما سرعان ما يتراجع عنه بعد ذلك، وغالبا ما كنا نختلف حول أشياء من هذا القبيل كما الشأن بالنسبة إلى حملة الاستفتاء على دستور يوليوز 2011 والتي قال في مناسبة إنه لما سمع بأن السلطة أحضرت الطبالة والغياطة لإقناع الناس بالتصويت ب"نعم" للدستور، كاد يقنع حزبه بمقاطعة الحملة....
هو كلام وآخر كثير جلب لبنكيران متاعب كبيرة، لكن ليس ذنب الصحافة أنها تنقله دون الأخذ بعين الاعتبار رهانات بنكيران السياسية وأجندته الخاصة في لحظة معينة، فالإعلام يتحين الفرصة تلو الأخرى لحيازة السبق وإشعال نار البوليميك السياسي خارج إطار أي اعتبارات أخرى تهم مصالح الفاعل السياسي ورهاناته الخاصة....وبنكيران يعلم جيدا أننا كنا في صفه في عز الضربات التي كان يتلقاها واعترف بذلك مرارا...
الصحافة تؤرق بال رئيس الحكومة كثيرا إلا أنه يعشقها رغم ذلك، ويعيش معها مشاكساته التي لا تنتهي، بل إن بنكيران يعلم جيدا أن حزبه كان يعتبر الصحافة المستقلة، ايام المعارضة، ملجأ آمنا لتمرير خطابه ضد خصومه، في وقت "قطعوا عليه الما والضو" في التلفزيون، وبنكيران يعلم جيدا أننا لم نسع أبدا إلى استغلال كلامه التلقائي، وهو كثير، من أجل إشاعة البلبلة وخلق مواجهات بينه وبين اي طرف آخر في الدولة أو خارجها، ومع ذلك فهو يدعي ذلك لأنه يرى أن الحائط الصغير، عن خطأ طبعا، هو الصحافة لتبرير هفواته وإعلان براءته من كلام قاله أو تصريح أدلى به، كل ذلك من أجل هوى السلطة، التي لا يضمن هو نفسه، كما يقول دائما، أنه لن يتغير بسببها أو يضعف أمامها، والله يخرج العاقبة على خير السي بنكيران، وموعدنا يوم القيامة كما قلت لي البارحة. ينشر المقال في "كود" باتفاق مع "الصباح"