"كود": خروج في الإذاعات الخاصة بشكل مكثف يبدو أن هناك حملة لإدارة "دوزيم" للرد على دفتر تحملات القناة؟ سليم الشيخ: أبدا ليست هناك حملة، كل ما في الأمر أن إدارة القناة استعملت إلى جميع المهنيين فيها وتدارست انعكاسات دفتر التحملات على طريقة العمل وعلى المضمون، وكمدير عام كلفت بتبليغ موقف جميع العاملين في القناة إلى الرأي العام.
"كود": هذا الموقف ألا تعتبرونه موقفا سياسيا أكثر منه موقف مهني؟ سليم الشيخ": أبدا نحن مهنيون ولا علاقة لنا بالسياسة، بعد دراسة لدفتر التحملات الذي لم نخبر بمضامينه إلا ساعات قبل المصادقة عليه، رأينا أن هذا الدفتر يشكل خطرا على القناة وعلى مستقبلها وعلى هويتها. لقد اتبعت منهجية أحادية لم تشرك المهنيين والقائمين على القناة
"كود": لكن لماذا صمتتم كل هذه المدة ولم تخرجوا إلى الإعلام بعد الاطلاع على دفتر التحملات الذي أعدته وزارة الخلفي وانتظرتم كل هذا الوقت لتقرروا انتقاد دفتر التحملات هذا؟ سليم الشيخ: لم تصمت أو نسكت، هناك منهجية في العمل، في البداية اطلعنا على دفتر التحملات الخاص ب"دوزيم"، ثم كانت قراءته وتقييمه وانعكاسه على شبكة البرامج وعلى نسب المشاهدة، وهذا الأمر تطلب أسبوعين. كانت هناك اجتماعات يومية ولساعات طويلة وشاركت فيها كل المكونات، والرأي الذي أقدمه الآن هو رأي المهنيين في القناة.
"كود": ألا ترى أن الدافع الذي حرك وزير الاتصال لدفتر تحملات مثل هذا الهيمنة على القناة وتدجينها وجعلها قناة تابعة للحكومة؟ سليم الشيخ: أنا مدير عام قناة ولا يمكن لي أن أصدر أحكام مسبقة أو أن أحكم على الخلفيات. إننا مجندون جميعا لمواكبة تنزيل الدستور وتطبيق سياسة الحكومة في الإعلام، لا نتدخل في أمور أخرى، وسنطبق دفتر التحملات.
"كود": غالبية مدراء القنوات العمومية أكدوا ل"كود" أنهم مثلكم لم يطلعوا على دفتر التحملات إلا في الأخير، لماذا قررتم لوحدكم التعبير عن موقفكم؟ سليم الشيخ: طريقة صياغة دفتر التحملات لم يتم بطريقة جماعية، لم تعط لنا فرصة لنا كمهنيين للنقاش. دفتر التحملات قام بطمس هوية القناة الثانية المنفتحة وإلغاء مكاسب 23 سنة من العمل جعلت القناة تحصل على 27 % من حصة التتبع في سوق مفتوح على قنوات عربية ودولية
"كود": لكن وزير الاتصال مصطفى الخلفي قال إنه اتبع منهجية تشاركية، وأنكم تقدمتم بمشروع لإصلاح القناة اعتمده في دفتر التحملات الخاص بالقناة؟ سليم الشيخ: الشيطان في التفاصيل، كما يقولون، كانت هناك مشاورات واجتماعات للإعلاميين الذين يمارسون في هذا الحقل، ولم تعط لنا فرصة للاطلاع على المشروع إلا ساعات قبل عرضه على البرلمان. ما قدمناه لا علاقة له بما انتهى عليه دفتر التحملات. لقد غير دفتر التحملات هوية القناة وهوية الإذاعة وهناك تفاصيل في هذا الدفتر لا علاقة لها بالأعراف المهنية في القنوات الدولية المعروفة. دفتر التحملات يحدد الأهداف ويؤطرها ولا يدخل في ساعات البث ونوعية المتدخلين، إن ما جاء في دفتر التحملات استصغار لمهنية 750 مهنيا في القناة الثانية.
"كود": هل تعتقد أن انتقاداتكم سيدفع الوزير إلى التراجع عن دفتر التحملات؟ الهوية التي تقررت للقناة تجعلها تقضي على 23 سنة من المكاسب، ستكون لها انعكاسات على صورة القناة وعلى نسب المشاهدة وعلى مواردها المالية. هناك تناقضات كثيرة، في العقد البرنامج الذي يستمر إلى نهاية السنة الجارية، لا يسمح للقناة بتوظيف صحافيين وتقنيين جدد ويطالب بتقليص النفقات والزيادة في الموارد (عبر الإشهارات)، في المقابل يطالب دفتر التحملات ببرامج جديدة. دوزيم قناة عمومية و95 في المائة من مداخيلها من الإشهار.
بخصوص سؤالكم حول تراجع الحكومة عن دفتر التحملات، هذا أمر لا يعنيني، لكنني شرحت موقف كل العاملين في القناة، شرحت أن هناك تناقض بين تطبيق قرارات استعجالية تتناقض مع عقد البرنامج الحالي. لا يجب أن ننسى أنه في السنوات الأربع المقبلة ومع اشتداد المنافسة وتقلص موارد الإشهار وانعكاس دفتر التحملات هذا على الخط التحريري سنكون أمام مشاكل أخرى.
"كود" خرجتكم الإعلامية قد تكلفكم منصبكم، ألم تفكروا في ذلك؟ سليم الشيخ: بالنسب لي "دوزيم أكبر من سليم الشيخ" والشخص والمنصب لا أهمية له في هذه المراحل، لقد كلفت بإعطاء رأي مهنيي القناة، وهذا واجبي وأؤكد أن من مهامي كمدير تطبيق سياسة الدولة عبر دفتر التحملات، ويجب أن أستجيب لرغبات الجمهور وأن تعيش القناة توازنا ماليا وأن أحافظ عليها مستقبلا، في ظل ما نعيشه من عولمة والعالم الذي نعيش فيه يتسم بحدة المنافسة . المغاربة لهم إمكانية مشاهدة مابين 400 الى 800 قناة في هذا المجال .القناة الثانية لها حصة 27 % من نسبة المشاهدة هدا يعني ان 2M القناة التلفزية الأكثر مشاهدة في العالم العربي
"كود": أليس لخروجكم هذا علاقة بالانتقادات الحادة التي وجهت إليكم وإلى القناة في مجلس النواب اثناء المناقشة رغم أنها أكثر مشاهدة من الأولى؟ لا تزعجنا الانتقادات في دوزيم لا انتقادات الإعلاميين ولا انتقادات البرلمانيين، إننا نقوم بنقد ذاتي يوميا، ونغير برامجنا بناء على هذه الانتقادات.