احتشد اليوم ( السبت 17 مارس ) مئات من النساء والرجال قدموا من مختلف المدن وفعاليات سياسية واعلامية وفنانون كان من بينهم الممثل محمد الشوبي والممثل لطيفة أحرار والاعلامية فاطمة الافريقي، احتشد هؤلاء، كما تابعت ذلك "كود"، أمام قبة البرلمان بالرباط، لاحتجاج على حادثة انتحار أمينة الفيلالي، 16 سنة والتي وضعت حدا لحياتها بعد تزويجها بمغتصبها. الوقفة عرفت مشاركة مجموعة من الهيئات النسائية والحقوقية، ورفعت فيها لافتات وشعارات تستنكر استمرار صمت المجتمع وقوانينه أمام استمرار مسلسل استغلال المرأة وخاصة القاصرة، لافتات حملتها أيادي شابات ونساء تطلب بتعديل جدري للقوانين المغربية يقطع مع ترسبات الماضي، ويجعل بينه وبين التقاليد والأعراف مسافة بعيدة كي ينعم المجتمع وضمنه المرأة بكافة الحقوق بدأ بالمساواة ووصولا إلى متابعة الأفراد المتسببين في جرائم الاغتصاب.
صورة الطفلة أمينة، كما لاحظت "كود"، كانت حاضرة بقوة بالوقفة واعتلت حكاية مأساتها تيشورتات والملصقات، وعلت أصوات النسوة والرجال مطالبة الحكومة المغربية بمراجعة القانون الجنائي الذي يعفي المغتصب بتأويله من المتابعة،وأبدا المشاركون بالوقفة غضبهم الشديد من بلاغ وزارة العدل والحريات والتصريح الأخير لوزيرها، إذ عبر مجموعة منه عن استنكارهم لطريقة التي عولج بها الملف من طرف الوزارة دون مراعاة سن الطفلة.
" الشعب يريد إسقاط الاغتصاب " "بنكيران نوض تحرك الطفلات تغتصب " "النساء تريد إفهام الرميد " وشعارات أخرى طالبت بإلغاء الفصل 475 من القانون الجنائي وسن قانون إطار يحمي حقوق المرأة ويقيها من الاستغلال والعنف الممارس عليها.
وفي تصريح ل" كود" قالت بشرى عبدو عضوة في فدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة أن الحادث جريمة ضد الانسانية وضد الطفولة المغربية وأضافت ل"كود" "نضالنا ليس فقط لتغيير الفضل 475 بل يجب أن يكون هناك قانون إطار لحماية النساء والطفلات من كافة أشكال الاستغلال والعنف '' وتعليقا على بلاغ وزارة العدل أعطت الحق للمغتصب ولم تأخذ بعين الاعتبار أنها قاصر ولو كان الفعل الممارس تجاهها برضاها، وفي ما يخص الخطوات القادمة للرابطة أكدت ل"كود" أنها بصدد التهيئة لندوة يوم الخميس القادم لمناقشة ومعالجة القضية. ونددت عضوة قيادية بجمعية الأمل مراكش في تصريح لها ل " كود " بالتصريحات السياسية التي قدمتها الحكومة في شخص وزير العدل".
واعتبرت أن نضالهم مستمر حتى تحقيق مطالب الحركة النسائية المتمثل بتشريع قانون إطار. وعبر علي اليازغي الكاتب العام للشبيبة الاتحادية والبرلماني ل " كود " عن شعوره بالألم تجاه ما وقع لأمينة وتساءل " كيف في سنة 2012 وزارة العدل تسمح لمجرم اغتصب قاصر أن يفلت بفعلته بحجة الزواج وبلاغ وزارة مؤسف جدا " وردا على سؤال " كود " حول الخطوات القادمة للمعارضة بخصوص الملف قال اليازغي "سأتقدم كنائب برلماني وبصفتي عضو في لجنة العدل والتشريع بمقترحات تعديلات في القانون الجنائي ومدونة الأسرة " واعتبر أن الحادث تنبئ بأن الحكومة لن تكون بجانب المرأة.
وقالت الفنان لطيفة أحرار أن حادث انتحار أمينة رغم أنها ضد الانتحار بعث الحياة في قضية يصمت عنها في المجتمع واستغربت قائلة ل"كود" " كيف يعقل أن مرأة وقاصر تغتصب في جسدها وتزوج هذا سجن " واعتبرت قوانين وأعراف المجتمع تتسبب في آفات واستشهدت لطيفة بحادثة ستروسكان وكيف توبع رغم أن من متهمته دخلت طواعية إلى غرفته "انتحار أمينة أسقط حجة برضاها".