أعتقد جازما أن جماعة بوكو حرام في نيجيريا قد اشتهرت إعلاميا على حساب جماعات بوكو حرام أخرى أكبر منها وأكثر تجذرا. وجماعة بوكو حرام في المغرب، مازالت لم تجد نصيبها بعد في الإعلام، وتستحق إفراد آلاف البرامج التلفزية، والتحقيقات الصحفية... وقد يسيل المداد والدماء دون أن يوفيها حقها. نشرت حكومة بنكيران جزء من غسيل سياسة اقتصاد الريع، فاهتزت العروش، وزغرد البعض، وشكك آخرون في النوايا والاهداف. الشباب المطالب بالتغيير ومحاربة الفساد، لم يفصل مطلبه عن عدم الإفلات من العقاب. شكل عدم الإفلات من العقاب في الجرائم السياسية مطلبا حقوقيا أصيلا لكل الهيآت المناضلة. والحقيقة أن السياسة لم تكن سوى الوجه الخفي لإدارة المصالح الاقتصادية. من استفاد من ;الجرائم والهبات والأعطيات طيلة عقود الاستبداد؟ إنهم نفسهم مرتكبو الجرائم السياسية، فالإقطاعات الكبرى كانت من نصيب عملاء الاستعمار، ومن بعدهم من تحكم في دواليب الدولة ومارس السلطة. لقد كان شعار ;طي صفحة الماضي شعارا ملغوما، جذب جماعة جديدة للانخراط في لعبة ;استفد واصمت;. حتى الصراع الاجتماعي كان يتم إطفاؤه بشراء صمت النقابات، وبعض قادة الاحزاب. لقد كشفت اللائحة الأولى للجريمات وجوها، ومازالت لوائح أخرى لم تكشف بعد، والأكيد ان هناك أخرى ستظل في ;طي صفحة الماضي;. إن جماعة بوكو حرام المغربية، محصنة بشراء النخبة، وتوريط قياديين كبار في دائرة الريع والامتيازات. وليس المطلوب الآن كشفها. فكشف الواضحات من المفضحات. المطلوب الآن، إنصاف المجتمع من خلال مصادرة ;أموال الريع; وسحب الامتيازات. وتكريس مبدأ سواسية المواطنين. لم تستفد جماعة بوكو حرام من الامتيازات فقط، فهي في المقابل خلقت جيشا من الفقراء، وجيشا من المعطلين. وحرمت مناطق شاسعة من المغرب من حقه في التنمية وكفالة كرامة أبنائها. فالمنطقة التي استنزفت رمالها وغاباتها ومواردها، لاتنتظر أسماء بل تنتظر رؤوسا. وتنتظر إنصافا. ولعل البالون الذي أطلقه بنكيران عاليا، لن ينسينا البطون وفصائل البطون التي تتقاعد الآن، أو تتوارى على حساب ملايير الشعب المنهوبة