رفقا بهذا الحزب التاريخي. فما يطلبه منكم ليس بالكثير. وكل ما يرغب فيه هو بعض العناية. وأن لا يتم استثناؤه. وأن تكون له حصة. ووزراء. في أي تعديل حكومي مرتقب. أما المعارضة فقد ضاق الاتحاد الاشتراكي ذرعا بها. أما هذه الجبهة التي أطلقها مع الرفاق في التقدم والاشتراكية. فبسبب الإهمال الذي يتعرض له. وبسبب الجحود ونكران الجميل. ولأنكم لم تتركوا له أي حل. ولأنه وجد نفسه مضطرا. وليس عن طيب خاطر. لكنكم. ورغم كل ما قدمه لكم الاتحاد الاشتراكي. ورغم الدور الكبير الذي لعبه. تتخلون عنه. وترغمونه على لعب دور المعارضة. وعلى ملء الفراغ. وعلى التنسيق مع محمد أوزين. فماذا كنتم ستخسرون لو منحتموه حقيبة أو اثنتين. لا شيء. ماذا كنتم ستخسرون لو استعنتم بخبرته في تنزيل"الدولة الاجتماعية". لا شيء. ماذا كان سيكلفكم وضع لمسة يسارية على الحكومة. لا شيء بالمرة. بل إنها كانت ستضفي على الحكومة جمالا. لكنكم. لا تلتفون إليه. وتفرضون عليه معارضة لا يريدها. ولا تردون على رسائله التي يبعثها إليكم. ومنذ مدة. والاتحاد الاشتراكي يتحدث في بياناته. وبلاغاته. عن التعديل الحكومي الذي صار تقليدا. بفضل عبد الرحمن اليوسفي. كما يقولون. ويتشبث به. ويذكركم بأن وقته قد حان. ومنذ مدة وهو يستعجل الدخول. ويقترح نفسه. ويعرض خدماته. وقدراته. ومنذ مدة وهو يتألق في الخارج. وفي الأممية الاشتراكية. بينما تهملون الاتحاد الاشتراكي في الداخل. حتى إن صبره نفد. ولم يعد قادرا على التحمل. وإذا سقطت الحكومة بسبب ملتمس الرقابة الذي ينوي الاتحاد الاشتراكي اللجوء إليه. فالذنب ذنبكم. وإذا عاد الاحتقان إلى المغرب. وغاب الاستقرار. وتزعزعت السلطة. فأنتم من يتحمل المسؤولية. لأنكم لم تنتبهوا إلى الاتحاد الاشتراكي وهو يبدي غضبه. ولم تفهموه حين فكر في أن يُصعِّد. وأن يذكر لأول مرة كلمة"التغول". فلم تستجيبوا. ولم تقولوا له تعال. ولم تبدوا أي خوف منه. ولم تأخذوه على محمل الجد. بل منكم من قال بصريح العبارة إن الاتحاد الاشتراكي لا مكان له في الحكومة. وفي التعديل المحتمل. وها هو الاتحاد الاشتراكي قد أعلنها مدوية. وها هو قد قرر أن يقلبها عاليها على سافلها. و أن يدفع الحكومة إلى الاستقالة. بينما لا يزال هناك وقت. ولا يزال ممكنا الجلوس إلى الاتحاد الاشتراكي. وإقناعه بالعدول عن قراره. وبأن يسحب ملتمس الرقابة. حفاظا على الاستقرار. و لئلا ينفجر الوضع السياسي. في وجوهنا جميعا. بينما نحن مقبلون على تنظيم تظاهرات كبرى في بلادنا. وقد كنتم في منأى عن كل هذا التوتر. وعن هذا الخطر الذي يتهدد الحكومة. لو أنكم اهتممتم قليلا بالاتحاد الاشتراكي. و منحتموه فرصة مساعدتكم في بناء "الدولة الاجتماعية". إلا أنكم تركتموه وحيدا. وليس هذا فحسب. بل إنكم استوليتم على لغته. وعلى خطابه. وعزلتموه. و أهملتموه. فلم يعد له أي أثر حل واقعي. ولا أي حيلة. إلا تقديم ملتمس الرقابة. بتصويت من الجن. وإسقاط الحكومة. وتنظيم انتخابات جديدة. وسابقة لأوانها. أما إذا لم يستجب أحد للاتحاد الاشتراكي. فهناك خطوات تصعيدية أخرى. من بينها الثورة. إلى أن تذعن الحكومة. وتجري تعديلا. وتمنح حزب ادريس لشكر حقيبة أو حقيبتين. وتمنحه دفء الأغلبية التي لم يعد قادرا على العيش خارجها.