خوتي المواطنين خواتاتي المواطنات, حضيو راسكم مزيان هاد اليامات, را كترو فينا شلا عصابات, و مختصين فالافتخابات فاش ؟؟ الافتخابات أش تيديرو ؟ تيفتخو الخبث و أش تيكولو ؟ غنغرسو ليكم البنان, غتكلو الكرميل, كلشي يمشي فرحان و نهورو لكاميل
هذا مقطع من أغنية لمجموعة "هوسة" البيضاوية, واحدة من تلك المجموعات الغنائية, التي وصفها ذات مرة السيد عبد الكريم برشيد بالسلع المهربة, المضرة بالصحة النفسية و البدنية للمغاربة, لا يهمنا كثيرا ما يظنه " برشيد " أو غيره, بأي نوع من أنواع الفن و الغناء, بقدر ما يهمني النص الذي سمعته. نص يعبر عن رؤية المواطن المغربي للشأن الانتخابي, نظرة بسيطة, لكنها تلمس قلب الحقيقة, تلك الحقيقة المرة.
الإنتخابات ... حق المشاركة في الإنتخابات حق, فهي تسمح للمواطنين بالتعبير عن رأيهم فيمن يصلح لتسيير شؤون مدينتهم أو بلدهم, بناءا على وعود يقطعها من يريدون تحمل المسؤولية مسبقا.
التصويت حق, هادشي لي تيقولو فالتلفازة, و كل موعد إنتخابي جديد تتفنن الدولة في أسلوب دعوة المواطنين للإستفادة من حقهم هذا, غريب كل هذا الإهتمام بالمواطن, و حقوقه أو على الأقل" حقه ", لكن لماذا لا نسمع أبدا في تلفازنا, أن من حق المواطن أن يستفيد من التعليم و الخدمات الصحية, أن من حقه أن يحاسب من صوت لهم, أن من حقه الإطلاع على الوثائق الرسمية لجماعته, أن من حقه مساءلة أي مسؤول, أليست تلك أيضا حقوقا يصونه له القانون ؟ أم أن تلك حقوق نفضل لو استطاع نسيانها, كما استطاع أن يتناسى ذاك الحق في التصويت.
الإنتخابات ... واجب بعد أن مل المواطن العادي من استعمال حقه في التصويت, لأنه صار لا يؤمن بقيم الديمقراطية في تجلياتها الكونية, و الجهوية و المغربية, صار لزاما أن نقول له صوت, إن " المخزن يغفر الذنوب جميعا إلا أن لا يُصوَت له ", و عوض أن نقول لأيها الناس " الله يرحم بيها الوليدين غير أجيو صوتوا, و ديرو بحالا موقع والو, ر حنا مراض غير تعاونوا معانا باش مسخاكم الله , لعلا و عسى يفرج ربي علينا و عليكم ", سمعنا تلك الطبقة السياسية التي صارت على وشك أن تصبح طبقة جيولوجية من طبقات الكراسي البرلمانية و الوزارية, تخبرنا أن أول خطوة نحو المواطنة الحقيقة و دولة الحق و القانون هي التصويت, و أن الخطوة الثانية هي التصويت, و الثالثة هي التصويت, و أدعكم تكملون الطريق إن شئتم فقد تعبت من المشي.
إن لم تصوت فأنت لست مواطنا صالحا, جارك الذي يرمي الأزبال أمام باب بيتك مواطن صالح, فقد أدلى بصوته, بينما أنت تظل بدون مواطنة طيلة الفترة التشريعية, انك مسخوط الوطن على رأيي كبير ليبراليي المغرب. لكن السؤال, أليس من واجب البرلماني أن يبقى إنسانا مرئيا طيلة فترة ولايته ؟؟ أم أن واجبه أن يلبس طاقية الإخفاء بمجرد إعلان اسمه كسعيد الحظ. أم أن الواجبات فيها و فيها ؟؟
بعد أن كانت لنا إطلالة على حال الإنتخابات عند المصوتين, فما هو حالها عند أهل السياسة, كيف يستعدون لها, و كيف يخطون برامجهم استعداد لها.
الانتخابات ... تقطيع طلع طلع طلع,,, شرق قطع, هذه الأغنية المفضلة ... ليس لزماكرية " المغاربة المقيمين بالخارج" لا, بل هي المفضلة عند أمناء الأحزاب و من يدور في فلكهم, يتكلف بأدائها السيد وزير الداخلية و موظفو التقطيع, و الخياطة الذي خبروا أمور التفصيل و التشريك. و هكذا فالإنتخابات المغربية ليست مناسبة لتطوير الرؤى, و وضع البرامج و بلورة التحالفات المبنية على نقاط الإلتقاء بين مشاريع هذا الحزب و ذاك فيما يخص هذا الميدان أو الاخر, لأنه ليس هناك وجود لمشاريع في الأصل, و كل النقاشات تنصب في مسائل تقنية, التقطيع و العتبة, و هذه السنة انضافت مسألة حسابية جديدة, حيث طلب من كل حزب أن يحدد لنا في أي سن تنتهي مرحلة الشباب.
التقطيع, هو أداة الداخلية الجديدة للتحكم القبلي في النتائج, حيث توزع الدوائر بين هواة الفوز بالإنتخابات, حتى لا ينافس أحدهم الاخر. و أنا هنا أتحدى وزارة الداخلية و أعطيها اقتراحا, لن يكلف درهما إضافيا لخزينة الدولة, و سيجعل تلك الطبقة الضارة بالسياسة تنهش بعضها بعضا, سنرى أناسا يصوتون لأحزاب لا لأشخاص, و سنرى أناسا يعبؤون الناس ليصوتوا لمؤسستهم الحزبية و ليس لمول الشكارة, هذا الإقتراح هو اعتماد الدائرة الوحيدة, باللائحة الوحيدة. صعيبة عليكم هادي وقيلا ؟
حينذاك لن تكون الإنتخابات شأنا موسميا, بل ستصير نتيجة صيرورة عمل حزبي متواصل, أما " هواة الفوز " فلا أظنهم يحبذون خوض مغامرة من هذا النوع, إلا إذا تم التحكم في النتائج مباشرة. فلنتخيل مثلا, حزب " السلاحف " سيبث في أمر مرشحيه الثلاثمائة, و تخيلو أصحاب الشكاير يتصارعون على المقاعد الأولى في اللائحة, و هكذا دواليك في كافة الأحزاب, فمول الشكارة لن يضيع أمواله من أجل أن يكون الثالث و الخمسين في لائحة قد لا ينال منها شيئا.