التوتر بدأ عندما قرر والي أمن الدارالبيضاء مصطفى موزوني الدخول إلى وسط الوقفة حوالي الساعة السابعة لإزالة مكبرات الصوت. وقد واجهه المحتجون بالصفير والصياح والشعارات، شعارات لم تمنعه هو وبعض رجالاته من تحقيق ما أراد. حسب تصريح عضو في تنسيقية الدارالبيضاء ل"كود" فإن صاحب مكبرات الصوت وبعض الآلات المرافقة لها هو من سحب أجهزته، وأوضح ل"كود" "خاف على فلوسو راها كتسوى 3 ملايين سنتيم"، لكن بعض المستقلين من الحركة لم يعجبه هذا التبرير واعتبره جبنا للحركة كما صاح وسط الوقفة بأن 20 فبراير أصبحت بيد الأحزاب السياسية تفعل بها ما تشاء.
وقد طوقت القوات العمومية الوقفة التي كانت حركة 20 فبراير قد قررت تنظيمها الأربعاء الماضي في جمعها العام. وسجلت بعض الاحتكاكات البسيطة غير أنها ظلت متحكم فيها، وقد شكل أعضاء من الحركة ورجال الأمن أحزمة لتجنب الاحتكاك. وقفة اليوم كان من المفروض أن تنظم في ساحة نيفادا وسط الدارالبيضاء، غير أن تطويق القوات العمومية لها جعل شباب الحركة المشكل أساسا من "العدل والإحسان"، ينتقل إلى ساحة لحمام القريبة. الأمسية الفنية تحولت إلى وقفة رددت فيها نفس شعارات المسيرات السابقة.
شعارات وملاسنات وضرب بدأت الوقفة بشعارات اعتادت الحركة على رفعها قبل أن تعيد شعارات ظهرت في مسيرات سابقة بمدينة طنجة منها "أيها الحاكم أيتها المخابرات: جلالة الشعب يخاطبكم"، وقد تدخل يوسف مزي، قيادي في 20 فبراير بالبيضاء وأوقف الشعار معتبرا أنه غير متفق عليه. جاراه شاب من "العدل والإحسان" في البداية، لكن بعد تغيير المكان، صعد شاب آخر وردد نفس الشعار. من الشعارات التي أصبحت الحركة ترددها كل ما له علاقة بالهوية، هذا الأسبوع ردد شباب الحركة "يا شعبي كنبغيك، يا بلادي كنبغيه والفساد ما بغيتو ليك".
هذه الوقفة لم تقتصر على الشعارات، بل ضمت رسوم كاريكاتورية. الوقفة كانت الأضعف من حيث المشاركة مقارنة بالمسيرات السابقة، إذ شارك ما يزيد عن ألف شخص.
ما كاين غير الملك
بعض هؤلاء الشباب تعرض للضرب من قبل شباب نظم وقفة قبالة وقفتهم لدعم الدستور ولمساندة الملك، يعلق الأمر بياسين رفيق. "كنت واقف جا واحد ضربني بنص طيحني وعاودني واحد بكروشي" يحكي ياسين ل"كود". شابة أخرى تعرضت للتعنيف من قبل امرأة ألفها شباب 20 فبراير ترتدي الراية الحمراء وتحمل صور الملك. ما أغضب ياسين هو أن هذا "وقع قدام البوليس".
في الجانب الآخر من شارع الحسن الثاني وقرب الولاية ردد قرابة مائة شخص شعارات ضد 20 فبراير وضد عبد السلام ياسين "لا عشرين لا ياسين والملك هو اللي كاين" واحدة من تلك الشعارات. وقد رفعت صور كبيرة للملك وللراية المغربية ولافتات تطالب بالقضاء على حركة 20 فبراير التي، حسب منطق هؤلاء، انتهت صلاحيتها مع تصويت الشعب المغربي على الدستور. بالنسبة ل20 فبراير ف"الأمن متواطئ" مع المدافعين على الدستور، وقد حملوا لافتة تظهر هذا الأمر.