كنت أتمنى أن يكون موضوع العمود تحفيز لاعبي المنتخب الوطني، وحث الجمهور المغربي على الدعم من بداية المباراة إلى نهايتها، لكن الفوضى التي طبعت عملية بيع التذاكر، فرضت نفسها علي. شخصيا لم أكن أتمنى أن يحدث، ما حدث لأنه يخدش صورة بلدي، ويفضحنا جميعا أمام العالم، وإن كان هذا الحادث يؤكد ما كنت أقوله، منذ أن علمت أن علي الفاسي الفهري، المأسوف على تحمله مسؤولية رئاسة الجامعة، اختار عنصرين مطرودين من جامعة حسني بنسليمان وضمهما إلى المكتب الجامعي.
أذكر أني كتبت حينها أن وجود كريم عالم ورشيد والي علمي خطأ كبير، وظللت أذكر بما ارتكباه من أخطاء أوجبت طردهما من الجامعة، وكتبت أكثر من مرة عن سطو كريم عالم على حصة حي يعقوب المنصور، وهو حي يضم حوالي 300 ألف نسمة، من تذاكر مباراة المغرب ومصر، ومنحها لأحد العاملين معه ليبيعها في السوق السوداء، ونبهت كثيرا إلى أن إعادته إلى الجامعة خطأ جسيم، لكن لا حياة لمن تنادي.
وحين علمت أن كريم عالم مسؤول عن تنظيم مباراة المنتخب الوطني ضد نظيره الجزائري وضعت يدي على قلبي، لأن التاريخ لا يحفظ للرجل ذكريات جميلة، رغم أن البعض تجند لتلميع صورته.
ما تخوفت منه وقع لأن الفوضى التي شهدتها عملية بيع التذاكر لم يسبق لها مثيل، إذ تحولت التذاكر إلى أشباح لم يرها سوى الراسخون في السوق السوداء، استنكار في كل المدن، ونار في السوق السوداء و...
إنهم يتاجرون في كل شيء، ولا تهمهم لا مصلحة المنتخب الوطني ولا سمعة الوطن يا حسرة، فكيف لهم أن يفكروا في جيوب وأعصاب المواطنين؟ لقد أساؤوا إلى رمزية اختيار ملعب مراكش لاحتضان المواجهة المهمة، وأساؤوا إلينا عبر تمريغ سمعتنا في الوحل، في زمن أصبح فيه العالم قرية صغيرة. آلمني أن أسمع مواطنا تحدث إلى "هيت راديو" وهو متأثر جدا لأن بعض الشباب أقسموا بأغلظ الأيمان أن يهاجموا الملعب ويحولوه إلى حقل بطاطس، إذا لم تطرح التذاكر للبيع في النقاط المعلن عنها وبالكمية التي تسمح لكل مواطن بالقيام بواجبه، لأنه، وهذا ما أشك أن يعرفه مسؤولو آخر زمن حين يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني لا نكون بصدد مباراة، وفرجة و... بل نكون بصدد القيام بواجب وطني، لكن البعض مع الأسف لا يضيع الفرصة للاغتناء "على ظهر الوطن".