أكد البيان الختامي لما يسمى ب"المؤتمر القومي الإسلامي"، وهو خليط القوميين العرب والإسلاميين، على "دعم مطالب الإصلاح في سورية إلى جانب دعم مواقف سورية الحاضنة للمقاومة الفلسطينية والمساندة للمقاومة اللبنانية والممانعة للهيمنة الأمريكية والشرق أوسطية الصهيو – أمريكية". في وقت يشن فيه نظام بشار الأسد الدموي حملة تقتيل واسعة في صفوف الشعب السوري الثائر ضد الأسد والطامح للحرية والانعتاق. ولم يوضح هذا البيان كيف يمكن دعم مطالب الإصلاح في سورية مع دعم مواقف النظام السوري في نفس الوقت، علما أن مطالب الإصلاح التي يرفعها المدنيون السوريون العزل يواجهها النظام السوري نفسه بالرصاص الحي والأسلحة الثقيلة. شارك من المغرب في أشغال هذا المؤتمر الذي تبنى هذا الموقف الداعم لجرائم بشار الأسد ضد شعبه كل من خالد السفياني، عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي، وعبد الصمد بلكبير، الذي قدمه بيان المؤتمر على أساس أنه من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إضافة إلى محمد وجدي حمداوي، عضو الأمانة العامة لجماعة العدل والاحسان، ومصطفى المرابط، الذي قدمته وزثائق المؤتمر بصفته "إسلاميا" دون تحديد انتمائه. ومعلوم أن النظام السوري الذي يدعمه السفياني والعدل والإحسان ومن معهم في هذا المؤتمر القومي الإسلامي، لم يسبق له أن خاض أي حرب ضد إسرائيل لتحرير هضبة الجولان منذ مشاركة الجيش السوري في حرب 1973 مع الجيش المصري، مكتفيا بدعم حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية دعما سياسيا دون قتال مع إسرائيل ولا تفاوض معها، إلى أن وجه أسلحة جيشه ضد المدنيين السوريين العزل. من جهة أخرى عبر المؤتمر القومي الإسلامي عن "إدانته لجرائم معمر القذافي والناتو ضد شعب ليبيا"، ودعمه ل"الثورتين في ليبيا واليمن في تحقيق اهدافهما بتنحية معمر القذافي وعلي عبد الله صالح وإسقاط نظاميهما، وادانة التدخل العسكري الامريكي – الاطلسي في ليبيا والتدخل الأمريكي السياسي في اليمن. كما إدانة كل تدخل أمريكي أمني وسياسي في الشؤون الداخلية للدول العربية". لكن البيان لم يوضح كيف يمكن وقف جرائم القذافي ضد شعبه ودعم الثائرين عليه دون الغارات الجوية لحلف الناتو بقرار أممي بناء على طلب الثوار الليبيين والديبلوماسيين الليبيين المنشقين عن نظام القذافي. من غرائب بيان القوميين الإسلاميين هذا دعوته الموجهة إلى "الثورتين في تونس ومصر إلى القيام بخطوات عملية تؤكد التوجه التحرري والوحدوي العربي كما السير في اتجاه تعزيز العلاقات التضامنية العربية ولاسيّما بين مصر وسورية وكذلك مع تركيا وإيران"، علما أن النظام السوري يوجد اليوم في نفس موقف نظام مبارك وبنعلي قبل الثورتين المصرية والتونسية أي موقف تقتيل المتظاهرين المطالبين بالحرية والديمقراطية.