في عز تحولات الشارع المغربي و المطالب بالعدالة الشاملة والديمقراطية والياء البعد الاجتماعي صدارة الاهتمام، اهتزت أوضاع التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية. ففي زوال يوم الأمس الأربعاء ، شهد مقر التعاضدية الجديد بالعاصمة الرباط، أجواء احتقان ومشاداة وصدامات بين موظفي التعاضدية، مما أحرج السلطات المحلية التي لم تجد بدا من الوقوف موقف الحياد تجاه ظواهر شاده يتقاطع فيها النقابي بالسياسي. فحسب مصادر متطابقة، عملت الإدارة الحالية، للتعاضدية إلى الدفع في سبيل تسوية مخلفات الملفات الموروثة عن الرئيس السابق للتعاضدية محمد الفراع، الذي أدانه القضاء مؤخرا بتهم ثقيلة . وحسب ذات المصادر ، خلف قرار الإدارة الحالية في تعاطيها مع الملفات الموروثة ، استياء عارما في صفوف التعاضدية العامة، وعلى رأسها إجبار مجموعة معينة من الموظفين السابقين على اجتياز المباراة كشرط إداري للحفاظ على المنصب في أسلاك التعاضدية. وهو المقترح الذي رفضه المنتسبين إلى نقابة الاتحاد المغربي للشغل، مما دفعهم إلى الاعتصام داخل مقر التعاضدية بعد اقتحامه منذ بداية الشهر الجاري ، ومنع الموظفين من الدخول إلى مقر العمل. واقع رفضه الموظفون العاملون، خصوصا بعدما فرض عليهم رئيس التعاضدية الجديد الالتحاق الإجباري بالعمل، وإلا اقتطاع أيام العمل، وهو الأمر الذي وصفه الموظفون الغير المضربون، تحريضا من الرئيس الجديد( عبد المولى) على الدخول في اشتباكات مع زملاءهم باسم الإدارة العاجزة عن تسوية الموضوع، واللجوء إلى الاحتجاج أمام بناية ولاية الرباط ، للضغط على السلطات المحلية للتدخل لصالح طرف معين من أطراف الصراع. وفي سياق متصل، كشفت مصادر موثوقة لموقع " كود" أن "مساعي وساطة حميدة"، جرت بداية الأسبوع الجاري، بإشراف من الصحافي و الناشط الحقوقي " أحمد ويحمان" باعتباره منسقا للجنة الدعم، توّجت بإقناع المعتصمين بفك الاعتصام، على أساس فتح حوار بين الإدارة والمعتصمين وإيجاد حلول مرضية للطرفين، غير أن بعض الأوساط( وصفت بالنافذة) في إدارة التعاضدية عرقلة ذلك الاتفاق، مما نتج عنه توتر واحتقان داخل التعاضدية. الى ذلك، أوضح مسؤول بالتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، أن الإدارة الحالية للتعاضدية ، " لم تحسن طريقة تدبير الملف، خصوصا بعد اشتراطها اجتياز مباراة للموظفين المعتصمين ، كشرط أساسي لولوج أسلاك التعاضدية، وهو ما رفضه المعتصمين الذين قرروا فك اعتصامه، قبل أن يتضح لهم رغبة الإدارة في إقصائهم النهائي إذا ما استجابوا لمنطق الاختبار دون ضمانات". وفي معرض إجابته، عن أسئلة، موقع " كود" أكد أحمد ويحمان، منسق لجنة الدعم ، أنه وصل إلى اتفاق بين طرفي الصراع، الموظفون المعتصمون منذ بداية شهر ابريل الجاري وبين الإدارة، غير" أن استجابة المعتصمين قوبلت برفض، والذي ظل متمسكا برفض منهج الحوار والبحث عن الحلول، مما طرح أسئلة كبيرة حول مصير التعاضدية ومستقبل أطرها البشرية". يقول ويحمان. وفي السياق ذاته، قال مسؤول بالتعاضدية ، رفض الكشف عن هويته، أن التعاضدية العامة لموظفي الإدارة العمومية ، تعيش " أزمة خانقة بسبب التشوه النقابي الذي أصاب التعاضدية،وضرورة تجاوز ارث محماد الفراع الخطير ، خصوصا على مستوى تدبيرا لموارد البشرية ،دون الوقوع في فخ الاصدامات التي سوف تؤثر سلبا على البعد التعاضدي والاجتماعي للتعاضدية". وفي خضم الصراعات بين الأجنحة الحزبية والنقابية، و ما تحلق حولها، تعاني التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، التي تعد ميزانيتها بملايير الدراهم من أزمة تدبير وتسيير، رغم بعدها الاجتماعي الحاسم.