سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
يا عباد الله قوموا لا تناموا. يظهر أننا بدأنا نسلك الطريق المستقيم و طريق الحقيقة . الناس يعترفون و جهات مسؤولة تعترف اليوم أن أصوات أبواق آذان الفجر مزعجة أحيانا ..
يظهر أننا بدأنا نسلك الطريق المستقيم و طريق الحقيقة . الناس يعترفون و جهات مسؤولة تعترف اليوم أن أصوات أبواق آذان الفجر مزعجة أحيانا .. كان الآذان بالصياح مقبولا في الفترة التي كان فيها الطبال و الغياط يوقظان الناس للسحور وفي الزمن الذي لم يعرف فيه الإنسان الساعات المنبهة و الراديو و التلفزيون و الانترنيت و البورطابل وغيرها من تكنولوجيا الاتصال. مرة قالت وزيرة من حزب التقدم و الاشتراكية فيما يشبه فلتة لسان أنها ضد الأصوات المرتفعة المزعجة التي تأتي في قلب الليل من مكبرات صوت المساجد فقامت القيامة . زغبها الله لقول هذه الحقيقة و كان نصيبها أنها لقيت معارضة و أطلق عليها الرصاص في انتقادات قوية لأنها تجرأت على مس مقدسات..و منها صوت المؤذن المزعج .. في طنجة كنت أتذكر إلى عهد قريب و لا أدري هل ما زال الوضع على ما هو عليه منازلات و مباريات يومية في الفجر بين مساجد السواني و مساجد درادب و مرشان.. كان مسجد مرشان هو المرشح الدائم للفوز بتلك البطولة التي لا تحتاج إلى جامعة و لا إلى عصب جهوية غير عصبية و عصاب فقهاء و أئمة الدين . سباق محموم بدون حكم اللقاء يصفر و يخرج الأوراق الصفراء و الحمراء . كان مسجد فال فلوري يطلع بأصوات مرتفعة و كان مسجد مرشان و هو بعيد فوق المرتفع مطلا على البحر يعيد له التحية بمثلها أو بأحسن منها فيصرخ المؤذن بأصوات أعلى و أقوى و تبدأ المعركة في بطولة الأحياء المحترفة بين من سيرفع صوته أكثر. قيل أن العرب ظاهرة صوتية و الآن المغاربة أيضا صاروا ظاهرة صوتية.. يسخن الطرح بين المآذن و لا يفهم الأجنبي أو العابر السبيل للمدينة ما الذي يجري و لماذا كل هذه الروح القتالية الرياضية و الحماس مع أن الجمهور إلا ما رحم ربك يغط في نوم عميق . المؤذن يقول: يا عباد الله قوموا لا تناموا هذا وقت للخير قوموا تغنموا.. و هم يردون على النداء بالتقلب في الفراش و الغرق في النوم.. لا أحد كان يجرؤ للقول أن ما يقع لا علاقة له بالدين و أن الإسلام دعانا إلى التكافل و الإخاء و المودة و ليس إلى إشعال حروب صوتية بين هذا المسجد و ذاك يكون فيها الفائز بالجائزة الأولى هو مسجد مرشان و في الصف الثاني يليه مسجد فال فلوري و مسجد كاساباراطا في الصف الثالث .. آذان طنجة في الفجر ليس مثل باقي آذان المغرب على ما يبدو. أعترف أنني استمعت الى أصوات مدهشة فاتنة محبوبة. هناك من يتقن اللحن الموسيقي وهناك أصوات رائعة تذكرك بقراءات الحصري و عبد الباسط عبد الصمد و غناء الشيخ إمام لكن تجد صوتا آخر قال فيها ربنا في التنزيل الحكيم " إن أنكر الأصوات لصوت الحمير.. في نهيق الحمير رنة و بحة جميلة أعتقد بحسب حاستي السمعية . نسمع في التلفزيون يوميا و ما أكثرهم في الرياضة من ينطق التاء شا شااا.. و لا أحد أصلح العطب . كنت من المدمنين على صوت المكي الناصري رحمه الله و هو يشرح القرآن فجرا في الراديو .و كنت أحب صوته و طريقة حديثه و أجد متعة و فائدة كبيرة في سماعه.. توفي الناصري العالم الفقيه العصري الحداثي و خلفه قطيع من المتطفلين و المرضى النفسانيين و عديمي الذوق ..و صاروا يتحدثون باسم الدين و باسم الإسلام و يكفرون و يصدرون فتاوى الجهل المركب . أشياء كثيرة يتحدث فيها الناس في السرية و لا يجرؤون العلن عنها و منها شرطة الأخلاق التي تتدخل لاعتقال الناس و تقديمهم للمحكمة بتهم ممارسة الجنس . السياسيون وشعاراتهم تقول أننا دولة حداثية ديمقراطية مدنية و في الأخير لا أحد يجرؤ على مواجهة فكرة اعتقال الناس في بيوتهم و في خلوتهم و هم متلبسين يمارسون الجنس بتراض و حب و قبول و موافقة .. الاعتقال واجب و يصير مطلبا ملحا من قبل كل أطياف المجتمع حين يتعلق الأمر بالتغرير بقاصر أو اغتصاب أو أكراه أو إرغام شخص على ممارسة الجنس قسرا أو بأساليب نصب و احتيال و شعوذة كما يمارسه المشعوذون باسم الدين و بدعوى أنهم سيخرجون الجن المسكون من الأنس في عصر أزمة التعمير و السكن. أيها المؤذنون أننا نحترمكم و نحب عملكم و إخلاصكم لله و للوطن لكن رجاء بدون إزعاج ..أقرؤوا القرآن بشكل سليم و أنيق و هادئ حتى يصل إلى القلوب و العقول.. حي على الصلاة . قلها بهدوء تصل إلى المتلقي . قلها بعصبية تتحول إلى طبل في الهوتة على مثال جبالة .. اللهم تقبل صلاتنا جميعا و أغفر لنا و أرحمنا و تب علينا ..