أكد المخرج هشام العسري، الفائز بجائزة تحكيم الدورة، أنه لم يحاول تقديم محاكمة لفترة حكم الملك الراحل الحسن الثاني في الفيلم، وانه قدمه رمزيا في الفيلم على انه الاب الذي حكم المغرب. لكن هل تصريح المخرج يتماشى مع الأحداث التي قدمها في الشريط؟ والتي حفلت بثلاثة مشاهدة تطرقت بشكل مباشر للملك الراحل، بالاضافة الى الاستنتاجات التي يمكن استشفافها من خلال قصة الفيلم، والتي تدور في سنة 1999 وهي السنة التي عرفت وفاة الحسن الثاني، حيث نتابع قصة حب شاب لفتاة حيث يجد نفسه في متاهة العنف الذي تمارسها عائلتها، بالاضافة الى معاناته من شخصية رجل الشرطة المتميز بالتشدد والعنف. خلال الشريط يحضر الملك الراحل في ثلاثة مشاهد: الأول في قسم الشرطة حيث يخضع احد المواطنين لاستجواب سرعان ما سيتحول الى عملية تعذيب، حيث لم يجد المواطن الا صورة الحسن الثاني للاحتماء بها لكن هذا لم ينفعه في شيء اما المشاد الثاني فهو خبر اعلان نبأ وفاة الحسن الثاني حيث نتابع النبأ على شاشة التلفزة حيث يقوم المذيع بطريقة مسرحية باعلان خبر الوفاة، وهو يغالب دموعه في مشهد يذكرنا بخبر الوفاة من طرف المذيع مصطفى العلوي. أما المشهد الثالث فكان هو الاخير في الفيلم حيث يقدم لنا المخرج موقفا للسيارات وصوت مجموعة من الاطفال يصيحون " مات الملك"، في الوقت الذي يجري فيه بعض المواطنون في كل الاتجاهات بغير هدى، لنكتشف رجل السلطة الذي كان قويا وهو يهاجم من طريف العديد من الاشخاص الذين يرمون به في موقف السيارات وبالضبط في المكان المخصص لذوي الاحتياجات الخاصة، " بكل ما يحمل ذلك من معنى" ، بل اكثر من ذلك يقومون بنزع ملابسه باستثناء لباسه الداخلي ليبقى وحيدا في الساحة. دلالة المشاهد لا يمكن طمسها بالرغم من أن المخرج حاول تفادي الخوض في الموضوع نظرا لحساسيته، الا ان التطورات التي مرت بها شخصية رجل الشرطة في الفيلم تحمل الكثير من الدلالات حول الانتقادات التي وجهت لفترة حكم الملك الراحل.