نفدت حركة 20 فبراير ومناضلى الهيئات الداعمة لها، وقفة احتجاجية امام المستوصف الصحى بمدينة سوق السبت..ردد خلالها المشاركون شعارات نددت بما آلت اليه الاوضاع الصحية بهذا المركز،نتيجة سلوكات عدة وصفوها بالمشينة واللاشرعية ،خصوصا فيما يتعلق بمسألة الرشوة التى كثر عنها الحديث مؤخرا ..،اضافة الى قلة التجهيزات الطبية ومسألة الاكتضاض ،اذ غالبا مايتم تصريف المرضى، وخاصة النساء الحوامل، فى غياب قاعات كفيلة باستيعاب كل هذا الكم الهائل من المواطنين ،الذين يحجون الى عين المكان.. وتجدر الاشارة الى أنه اذا كان المواطنون يرون فى هذه السلوكات "اهدارا" لحقوقهم ،فان الطاقم الطبى بدوره يرى ان معاناتهم تفوق كل التصورات.،وتتجسد اساسا فى قلة التجهيزات والاطر والممرضين والقاعات وكل اللوازم الطبية..،زد على ذلك تقول احدى الممرضات معاناتنا مع المواطن نفسه الذى لا يستوعب اطلاقا ارشاداتنا ومقترحاتنا، بل اكثر من ذلك، انه لا يحترمنا ..اننا نعمل ساعات طوال بكل جدية وحزم، ورغم ذلك نسمع الكلام والسب والشتم.. فقط لمجرد ان هناك من لا يريد احترام الاسبقية او لا يقتنع اذا ما أوضحت له ان هذا الدواء او ذاك غير موجود ..ان أغلبية الناس غير واعون بطبيعة هذا المستوصف( وليس المستشفى) ..اننا هنا نقدم فقط الاسعافات الاولية فى غياب كل المستلزمات الضرورية،، لاننا لا نريد ان نتحمل مسؤوليات اكثر..فأحيانا تقع أخطاء بسيطة وغالبا مايتم تأنيبنا عنها أشد تأنيب.فكيف لنا اذن أن نتشجع لتجاوز الخطوط المرسومة لنا لأن هذه الخطوط هى مايسعى اليه المواطن ..لانه عندما تقول لأمرأة حامل عليك بالتوجه الى المستشفى الاقليمى وتثور فى وجهك؟ فمعناه انها تريد منك تجاوز اختصاصاتك..وهنا أؤكد،تقول،على ان اى اصرار على رفض مثل هذه الحالات يُفسر غالبا على أنه تلميح للرشوة او غير ذلك مما يتحدثون عليه هؤلاء الشباب..فصحيح ان هناك معاناة حقيقية سواء تعلق الامر بمسألةالانتظار او بوضعية المواطن نفسه، الذي يعانى من فقر مقدع وبذلك يصعب عليه التنقل او التوجة الى عيادادت خاصة.. او تعلق الأمر بطبيعة المستشفى نفسه الذى لم يعد قادرا على استيعاب ساكنة سوق السبت والنواحى ..وأعتقد ان هذا هو مكمن الداء ف "تراكم هذه المشاكل" كلها هو بطبيعة الحال الذى أفرز هذا الزخم من التساؤلات سواء عن طبيعة عملنا او عن وظيفة المستوصف ككل فى غياب تجهيزات ضرورية وحتمية لسير العمل بشكل عادى..ولنا اليقين ان هذ ه المعطيات هى التى كان من المفروض على هؤلاء الشباب الوقوف عليها وعلى رأسها على وجه الخصوص: تحسيس الناس وتوعيتهم فى أفق معرفة واجبهم وحقوقهم وبالتالى احترام حقوق الاخرين ، لأن مايجرى حاليا هو مجرد شعارات لتحقيق حاجيات جهة دون أخرى....