المغرب من الدول التي لها تاريخ عريق في ميدان الفروسية التقليدية وتربية الخيول، إذ يعود ظهور الفرس ببلادنا ، وبمنطقة شمال إفريقيا بصفة عامة ؛ إلى أكثر من ثلاثة آلاف سنة ؛ ليظل الحصان رمزا تقليديا لكل الدول التي تعاقبت على حكم المغرب ، كما كان مثالا مقرونا بحضارته وروح ملاحمه وبطولاته في ميدان الفروسية. و قد اشتهرت الفروسية بالمغرب باسم " التبوريدة " نسبة إلى البارود المستعمل لدى الفرسان المتبارين ؛ و تنتشر في جميع مناطق المغرب العربية و الأمازيغية ؛ السهلية منها و الجبلية ؛ فهي إذن ملحمة حقيقية يستخدم فيها السلاح الحي كتراث شعبي و صفحة من صفحات الجهاد ضد المحتل الأجنبي . و كعادتها دأبت جمعية النور لتربية الخيول بجماعة أولاد زمام إلا أن تكون حاضرة بقوة و تميز بالمهرجان الرياضي و الثقافي لأولاد عريف الذي اختتمت فعالياته يوم الثلاثاء 09 أبريل الجاري ؛ ب " سربة " متكونة من 33 فرس و فارس و على رأسها عبد الفتاح الذهبي عمره 17 سنة ؛ ابن رئيس الجمعية ؛ يتابع دراساته الهندسية بالمجال الفلاحي و الزراعي ؛ ما يجعل منه فارسا محنكا و قريبا من تربية و اكتساب الخيول من النوع البربري – العربي الأصيل المدربة على فن التبوريدة ؛ خيول تجمع بين القوة و الجمال و الرشاقة و خفة الحركة ؛ حيث خصصت العائلة لذلك إسطبلا يتميز بالعناية و التطبيب البيطري و المتابعة اليومية المباشرة ؛ هو إسطبل " الشعبة " أو الهضبة المنبسطة ؛ لا يبعد عن مركز الفقيه بن صالح إلا ب20 دقيقة ركوبا على سيارة أو حافلة . أوضح لنا رئيس الفرقة أن العلاقة بين الفارس وفرسه تبلغ درجة عالية من الانسجام بل تبلغ درجة الحب ؛ ويظهرذلك في تجاوبهما أثناء العدو و أثناء التوقف ؛ إنه التكامل و الالتحام . كما أوضح أيضا رئيس الجمعية أن زينة الفرس و الفارس جد مكلفة ؛ من سروج وركاب و لجام و غير ذلك ؛ كما يتم اختيار البنادق من النوع الرفيع . ما هي القيمة المضافة للجمعية و لمهرجان هذا العام ؟ لقد تم اختيار جمعية النور لتربية الخيول و فرقة خيالتها و مهرجان أولاد اعريف في جدول أعمال زيارة وفد مهم من فلاحي الجهة الشمالية لفرنسا ( أنظر الصور )؛ في إطار جولة سياحية – فلاحية للمغرب و لجهة تادلا أزيلال و إقليم الفقيه بن صالح ؛ فبعد استطلاعهم على زراعة الشمندر السكري و الزيتون و تربية الأغنام بإحدى الضيعات الفلاحية بالكريفات ؛ كانت الفرصة مواتية لهم للتعرف عن قرب عن الحصان البربري – العربي الأصيل بكرنفال موسم أولاد زمام ثم الانتقال على متن حافلتين سياحيتين ( 100 شخص تقربا ) نحو الإسطبل لمعاينة تربية الخيول بهدف تبادل التجارب و الخبرات و التكوين و التأطير بهذا المجال الذي أضحى يستهوي الكثير من المغاربة ومن أبناء المنطقة . وقد أوضح للوفد الفرنسي السيد نائب رئيس الغرفة الفلاحية لجهة تادلا أزيلال و رئيس الدائرة الفلاحية لجماعة أولاد زمام ؛ بحضور رئيس الجماعة و رئيس قيادة أولاد زمام و فعاليات المجتمع المدني ؛ الدور المحوري للفرس في الحياة اليومية للفلاحين بالمنطقة كاستعماله في الفلاحة و التجارة ؛ وسبل تربيته ؛ ثم اختيارالأصيل منه لفن التبوريدة ؛ حيث لا تخلو مناسبة و لا عيد ديني أو وطني و لا موسم من المواسم الشعبية من مشاركة الفرس ؛ إنه طقس احتفالي له أصول و قواعد عريقة جدا ما زالت هذه الجمعية محافظة عليها في إطار دمج الأصيل بالمعاصر رغم التحديات المادية و التكتنولوجيات الحديثة اليومية التي أصبحت تستلهم المغاربة .