راهن المشهد الثقافي بالمغرب الشاعر صلاح بوسريف يقول من الفقيه بن صالح : الثقافة شريان المجتمع... نظمت جمعية آباء وأولياء تلاميذ ثانوية ابن خلدون الإعدادية ، بتنسيق مع المركب الاجتماعي المتعدد الاختصاصات بمدينة الفقيه بن صالح ، لقاء هاما في " راهن المشهد الثقافي بالمغرب " بمشاركة صلاح بوسريف ، عبد الغني فوزي ، المحجوب عرفاوي . وذلك يوم 20 يناير ،2012 ، بقاعة الندوات بالمركب الاجتماعي ، على الساعة الرابعة بعد الزوال . قدم رئيس الجلسة القاص والروائي محمد فاهي في البدء فكرة عن المشهد الثقافي بالمغرب كمكونات ومؤسسات مطبوعة بالاختلال . وأن الأوراق التي ستقدم من لدن أصوات في هذا المشهد ، لا شك ستكون مضيئة لكل عتمة . وبعد تعريف الحضور بالمشاركين في هذا اللقاء . توالت المداخلات . الشاعر والباحث صلاح بوسريف تقدم بورقة في الموضوع وهو متعدد الأوراق في المشهد الثقافي المغربي . لكنه اختار أن يتواصل في هذا اللقاء مع غالبية الحضور المتكون من التلاميذ بتلقائية ، مركزا عن علاقة التلميذ بهذا الثقافي في المؤسسة التربوية كتكوين يمكن أن يتعزز بتقنية الأنترنيت التي وفرت المعلومة وسرعة إيصالها . لكن المعرفة لا تصنع ، ولو أنها تأتي إلينا ، ينبغي بدل مجهود مضاعف في البحث ، وبناء الذات ، مقدما الشاعر بوسريف في هذا الصدد بعض المعطيات من تجربته الغنية في القراءة كزاد هام في التكوين . وبالتالي سلط الضوء حول علاقته الحميمية بالكتاب " فهو جزء من دمي ولا أستطيع أن أعيش دون قراءة " كما يقول صلاح بوسريف . كما أورد علاقة الإنسان بالمكان ، فمدينة الفقيه بن صالح تحولت عمرانيا وينبغي لفت النظر لهذه الأشياء ، بل للكثير من المظاهر التي تبدو دون قيمة . في هذا السياق استحضر الشاعر صلاح بوسريف علاقة عبد الله راجع بالمكان السفلي الذي مر من هنا وترك أثرا للمشي والرؤيا .وفي نفس الآن كان الباحث صلاح يصل جدلا لبعض اختلالات الثقافي في المغرب ، من ذلك الميزانية المخصصة الضئيلة ، والنظر لهذا الثقافي كترف . في حين يمكن اعتباره شريان المجتمع . الأستاذ المحجوب عرفاوي ركز في مداخلته على صلة الثقافة بالقراءة ،فلا فعل ثقافي دون حس قرائي كرهان ، فضعف المقروئية امتد للمبدعين " كأن هذا المبدع دون ثقافة " كما يقر المحجوب عرفاوي . وقد تكرست هذه الوضعية مع ظهور فئة من الكتبة في صفوف الكتاب تعتمد الأنترنيت في الكولاج وتسويق الاسم وتلميعه على فراغ .ومن جهة أخرى مهادنة النقد لهذه " المذبحة " في حق الأدب والثقافة كما يقول عرفاوي بصوت عال ، ليخلص إلى مقولة حوارية " بالثقافة نكون أو لا نكون " . الأستاذ عبد الغني فوزي اختار نفس تلقائية بوسريف في تقديم ورقة تسعى إلى تقديم وضعيات مكونات هذا المشهد المختل إلى حد الالتباس . وبالتالي ، فالكل يتحمل المسؤولية في التدني والتبعية وغياب الرؤية بنسب مختلفة ( الدولة ، الوزارة المعنية ، الأحزاب ، جمعيات ثقافية... ). وغير خاف ، أن الخلل يمتد من المحلي إلى الوطني . وقد يعلو بنا الإسمنت ، لكن ينبغي أن يواكب ذلك ، الوعي اللازم . لأن الإنسان يتغير بالوعي وليس بالزفت كما يقول عبد الغني فوزي. وإذا حصل، فإشكال الثقافي يتمثل في الإنسان الذي ينبغي استحضاره كمفهوم ولحم وأفق في قلب أي تنمية . الحضور بدوره فصل في بعض المعطيات من خلال أسئلة ملحاحة منها : علاقة الثقافة والعولمة اليوم ، تواري المثقف المغربي في ظل الحراك الحالي ، هذا فضلا عن أزمة القراءة ، وغياب الرغبة في التلقي الأدبي والثقافي . وانتهى اللقاء بردود الأساتذة المشاركين في هذه الندوة، دون أن تنتهي لوعة السؤال .