على مدى ثلاثة ايام، نظمت الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة تادلة ازيلال دورة تكوينية لفائدة منشطي ومنشطات التربية غير النظامية، احتضنها احد الفنادق بمدينة بني ملال، وقد كان برنامج الدورة التكوينية غنيا بكل المقاييس حسب شهادة المستفيدين، الذين تم استقبالهم بالفندق صبيحة الجمعة 03 دجنبر 2010، حيث تميز اليوم الاول بالجلسة الافتتاحية التي حضرها مدير الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين جهة تادلة ازيلال السيد بن الزي، والذي القى بالمناسبة كلمة شكر خلالها منشطي ومنشطات التربية غير النظامية على الجهود التي يبذلونها في سبيل محاربة الهدر المدرسي، وتطبيق برامج الوزارة المسطرة في هذا الشأن متمنيا لهم الاستفادة من الدورة التكوينية. الدورة التي استفاد منها ستون منشطا ومنشطة للتربية غير النظامية بالجهة، أطرها كل من الأستاذ المصطفى عزام مدير مركز تكوين أستاذات وأساتذة التعليم الابتدائي- المركز الجهوي للتكوين المستمر ببني ملال، الأستاذ المصطفى بن جارتي مفتش تربوي، الأستاذ ع. ق. كريم مفتش تربوي والأستاذ م. سعيد أستاذ علوم التربية بمركز ت.أستاذات وأساتذة ت.إ ببني ملال، وقد تضمن البرنامج: تقديما عاما حول التحديد الاجرائي لمفهوم التربية غير النظامية وفق منظور المستجدات التربوية، وكإضاءت أولية انطلق الاستاذ المكون من ان المنهجية المعتمدة في مجال تدبير ملف تمهين مهنة التدريس بالمغرب ترتكزعلى الرهانات الكبرى للمنظومة السياسية والمتمثلة في التوجهات الإستراتيجية للميثاق الوطني للتربية، توصيات المجلس الأعلى للتعليم والبرنامج ألاستعجالي... حيث خلص إلى أن تتبع وتحليل المعطيات العامة (المتوفرة ) مكن من تسجيل مصفوفة من التحديات في مجال مهنة التدريس قدمها على الشكل التالي: - التحدي الأول : الرؤية الإستراتيجية - التحدي الثاني : حكامه التدبير - التحدي الثالث : تماسك الهيكلة - التحدي الرابع : جودة الخدمات التدبيرية - التحدي الخامس : الاتصال والتواصل - التحدي السادس : إرساء ثقافة النوع ليستنتج انه نحو بناء إطار مرحعي للكفايات المهنية وتأسيسا علي ما تقدم المطلوب ترجمة الكفايات المهنية الاستراتيجية الى : -معرفة -مهارات -مواقف وسلوكات -تصورات بعد هذا العرض تم تشكيل خمس ورشات عمل وكل واحدة تدرس كفايتين، لرصد تصورات المستفدين حول الكفايات المرتبطة بمهمة تنشيط برنامج الادماج المدرسي(أي نحو بناء اطار مرجعي للكفايات المهمة الخاصة بالمنشط) وقد تم اعتماد تقنية تقديم التوجيهات والتدخل من اجل توحيد عمل المجموعات التي كلفت كل واحدة منها بانجاز تصور حول كفايتين من الكفايات العشر. كان هذا خلال اليوم الاول اما اليوم الثاني فقد انطلق بالرجوع الى خلاصات وتقويمات اليوم الاول، تلاه عرض نظري قدم بشكل تفاعلي مع المستفدين وكان موضوعه: المقاربات البيداغوجية"بماذا يتعلق الامر". وبعد الاستراحة تواصلت اشغال الدورة بعرض نظري ثاني قدم ايضا بشكل تفاعلي موضوعه: الكتاب المدرسي: الأهمية والتوظيف في مجال التربية غير النظامية، حيث اكد المحاضر ان الانشطة العلمية وسيلة لتنمية الحياة المدرسية والحد من ظاهرة الهدر المدرسي وفرصة لاستدماج مجموعة من المفاهيم المدنية ومحاربة الامية العلمية. كما تضمن البرنامج عرضا نظريا موضوعه المثلث الديداكتيكي (النقل الديداكتيكي، التصورات، بناء المعرفة، تعليم التعلم، تعلم التعلم،..) بين فيه الاستاذ كيف إن المنهاج الدراسي، بمختلف مكوناته، عملية تربوية أساسية تستهدف تكوينا للمتعلم ، يتكامل فيه الجانب المعرفي والجانب الوجداني والجانب السلوكي وهذا التكامل في أبعاده الفكرية والنفسية والاجتماعية كفيل بتمكين المتعلم من :  القدرة على التفاعل مع العالم الخارجي؛  الاستقلال المعنوي، والثقة بالنفس، والاعتماد على الذات؛  تنمية روح الإبداع والمبادرة والتنافس الشريف؛ القدرة على تحقيق ذاته، وإنماء شخصيته، وثقته بمؤهلاته الشخصية، وعلى التواصل، والاستعداد للعمل الجماعي. بعد هذاالعرض تم الانتقال الى العمل الورشي حول اشكال العمل الديداكتيكي المرتبط بالكتاب المدرسي وتم فيه العمل على نمادج من الكتب المدرسية ودليل المدرس وقبل تقويم اعمال اليوم الثاني الذي اطره الاساتذة المكونون فتحت مناقشة عامة تلاها تقديم الخلاصات وتدوينها. في اليوم الثالث والاخير تم كالعادة الرجوع الى خلاصات وتقويمات اليوم الثاني في التكوين، وبتأطير من نفس الطاقم تواصل التكوين بورشات تطبيقية، لما تم تلقيه خلال اليومين السابقين، وتركز العمل الورشي على الخصوص في تطبيقات حول التخطيط والتنظيم، وكيفية اعداد جدادة درس في وحدة اللغة الفرنسية، العربية، الرياضات، والنشاط العلمي. وقد تميز ختام الدورة التكوينية ايضا بتوزيع شواهد الاستفادة من التكوين على المستفيدين والمستفيدة وكلمة السيد رئيس مركز محاربة الامية والتربية غير النظامية ذ. سعيد فالق الذي شكر الجميع على مساهمته في انجاح الدورة، مشيدا بدور منشطي ومنشطات التربية غير النظامية ، حاثا إياهم على بذل المزيد من الجهد لتحقيق الغايات المرجوة للارتقاء بالتربية غير النظامية. كما تدخل رئيس مصلحة محاربة الامية والتربية غير النظامية بنيابة ازيلال الذي تحدث عن دور الجمعيات الشريكة وضرورة ان تتعبأ من اجل القيام باستقطاب المستفيدين من البرنامج عوض ترك هذه المهمة على عاتق المنشطين والمنشطات ، كلمة السيد الصواف رئيس نفس المصلحة ببني ملال ركزت على دور المنشط والمنشطة التربوية والمهام المنتظرة منهم، لتختتم الدورة في جو من الارتياح والامل، امل في ان تلتفت الجهات المعنية الى وضعية هؤلاء المدرسين والمدرسات محبي هذا الوطن.