وجعله ملائما لمتطلبات الاقتصاد الجهوي والوطني. بني ملال/يراهن المسؤولون بجامعة السلطان مولاي سليمان الفتية ، بعد مرور حوالي أربع سنوات على إنشائها ، على الارتقاء بجودة التحصيل وجعله ملائما لمتطلبات الاقتصاد الجهوي والوطني ، مع التأكيد على أهمية تكوين العنصر البشري ليكون مؤهلا في المستقبل للمساهمة بفعالية في كل مشروع تنموي . وللوصول إلى هذه الغاية ، وسعيا لاحتلال مكانة متقدمة بين الجامعات التعليمية على الصعيد الوطني ، ولضمان إنجاز التدابير الواردة في المخطط الاستعجالي وتنفيذ التزاماتها المتضمنة في عقد تطوير المؤسسة ، عملت جامعة السلطان مولاي سليمان على توفير كل الشروط الضرورية لإنجاح الدخول الجامعي 2011/2012 . وفي هذا السياق ، ذكر رئيس الجامعة السيد بوشعيب مرناري ، أن الجامعة سهرت على أن تكون التدابير المتخذة على المستوى اللوجستي في مستوى هذا النمو ، وذلك عبر إنجاز العديد من الأشغال لتحسين الفضاء الجامعي والرفع من طاقتها الاستعابية لاستقبال الطلبة الجدد ، وذلك من خلال ترميم البنايات القائمة وبناء قاعات ومدرجين جديدين وإعادة تهيئة الفضاءات الداخلية والخارجية للمؤسسات وإنهاء أشغال المكتبة الجامعية وتجهيز المرافق بالمعدات البيداغوجية والعلمية وصيانتها . وذكر أنه تم أيضا في هذا الاطار تنظيم العديد من الدورات التكوينية لفائدة الأطر البيداغوجية والإدارية ، ودعم الحركية لهذه الأطر لتطوير أدائها ومردوديتها البيداغوجية والعلمية، وتشجيع البحث العلمي وتوفير التجهيزات اللازمة له. وعلى صعيد التكوينات الجديدة ، أبرز السيد المنياري أن الجامعة بادرت لفتح أول تكوين بها في مجال الدراسات القانونية ممثل في مسلك القانون الخاص باللغة الفرنسية بالكلية المتعددة التخصصات ، كما ستعرف كلية الآداب والعلوم الإنسانية هذا الموسم فتح مسلك جديد بشعبة اللغة الإنجليزية وآدابها على مستوى سلك الماستر، يضاف لمسالك الماستر الخمس المعتمدة بها ، علاوة على مسارات تخصصية جديدة ستفتح في المسالك الأساسية القائمة بهاتين الكليتين. وبعد أن أبرز رئيس الجامعة أهمية التدبير التشاركي والبحث العلمي والابتكار وإنتاج المعرفة وتأهيل الموارد البشرية والتكوين والتعاون مع مختلف المؤسسات ومن بينها الجامعات الوطنية والاجنبية ، ذكر باللقاءات التواصلية والاخبارية والانشطة الثقافية والعلمية والرياضية التي نظمت الموسم الدراسي الفارط أو المبرمجة خلال السنة الدراسية الحالية . وأوضح أنه تم ، على مدار السنة الماضية ، عقد لقاءات بين ممثلين عن جامعة السلطان مولاي سليمان والأكاديمية الجهوية للتربة والتكوين بجهة تادلة أزيلال لتتبع ومواكبة الاهتمامات المشتركة الخاصة بتطوير الأداء التربوي وتوفير الشروط الضرورية لاستقبال التلاميذ الحاصلين على الباكالوريا والسعي لوضع التكوينات الملائمة لطموحاتهم وطموحات المنطقة ، لتنخرط الجامعة في مختلف المشاريع الاقتصادية والاجتماعية وتواكب المسيرة التنموية التي تشهدها البلاد . وكشف رئيس جامعة السلطان مولاى سليمان أنه من مستجدات هذا الموسم ، إقدام الجامعة على على تحضير استمارات تخص المعلومات الأساسية التي تضمن مرافقة إيجابية وفعالة للطالب من ضمنها واحدة تخص مشروع الطالب ، حيث تحفزه على خلق نوع من التعاقد مع المسلك التكويني الذي اختاره والتفكير في بلورة مشروع يمكنه من الاندماج بسلاسة في المحيط السوسيو-اقتصادي انطلاقا من هذا التكوين. وقال " أنه بهذا نكون قد أعطينا اهتماما خاصا لمسألة اندماج الطالب في سوق الشغل منذ بداية تسجيل الطالب بالجامعة وليس فقط عند تخرجه" ، خاصة وأنه يتم حاليا رصد احتياجات مختلف القطاعات التي بإمكانها الاستفادة من التكوينات المتنوعة والمتعددة المعتمدة بالجامعة سواء تعلق الامر بالمقاولات أو الجماعات المحلية أو باقي القطاعات الأخرى ، مشيرا إلى أن هذا البرنامج يسمح بمرافقة الطالب في إطار الربط بين الجامعة ومحيطها عبر توضيح وإبراز أهداف ومردودية التكوينات على الطالب والمحيط في الوقت ذاته . وأضاف أنه في إطار توطيد الترابط بين الجامعة والطالب، عملت جامعة السلطان مولاي سليمان على إنجاز النسخة الثانية من (مذكرة الطالب) وتطوير مضمونها ليستفيد منها الطالب بشكل أفضل ، وذلك بعد النجاح الذي عرفه توزيع النسخة الأولى خلال الموسم الجامعي الفارط وتحقيق الأهداف المرجوة منها لخدمة الطالب ومده بالمعلومات والمعطيات التي تمكنه من الاندماج السهل في الحياة الجامعية . وتتضمن هذه المذكرة ، التي تمثل نوعا من التعاقد بين الطالب والمؤسسة المسجل فيها والجامعة بشكل عام ، مختلف المعلومات المتعلقة بالجامعة وهيكلتها ، وجدولة عامة بمختلف المحطات الخاصة بالموسم الجامعي (تاريخ انطلاق الدراسة، جدولة المراقبات والمداولات وإعلان النتائج، ، العطل ، وبرمجة الأنشطة العلمية والثقافية والرياضية ، المسالك المعتمدة بمختلف المؤسسات وتفاصيل وحداتها وعناصرها والمسارات المتضمنة فيها ) . وأعلن أنه تم أيضا إحداث بوابة إلكترونية للجامعة وضعت فيها كل المعطيات والمعلومات التي تفيد الزائر للموقع من أجل التعرف على الجامعة ومؤسساتها ، وما يتوافر بها من مرافق وإمكانات بيداغوجية وعلمية ، مذكرا بان الجامعة سبق لها أن وزعت السنة الماضية مطويات ومنشورات على الطلبة وأولياء أمورهم تعرف بالجامعة ومؤسساتها والتكوينات المتوافرة بها والتكوينات المرتقب فتحها بالجامعة. وتطرق السيد بوشعيب مرناري إلى مختلف الاجراءات والتدابير الادارية والبيداغوجية التي اتخذتها الجامعة لتدبير شؤونها التربوية وإعداد الظروف المواتية لاستقبال الطلبة ، كما استعرض المساعي التي قامت بها الجامعة بتنسيق مع السلطات المحلية ومختلف المصالح التي لها علاقة بالنقل المدرسي والايواء والإقامة بالحي الجامعي . وأشار ، في هذا السياق ، إلى أنه تم التنسيق مع إدارة الحي الجامعي التابع للجامعة، والمكتب الوطني للأعمال الجامعية والاجتماعية والثقافية لأجل دراسة توسيع الطاقة الاستيعابية للحي الجامعي ببني ملال، وبرمجة بناء مطعم جامعي ، كما تم التنسيق مع السلطات المحلية وشركة النقل لتوفير النقل الطلابي واحترام مواعيد الدخول والخروج بالمؤسسات الجامعية لضمان تحصيل الطالب وحضوره في مواعيد دراسته. وأبرز أنه لمرافقة الطلبة الجدد الراغبين في التسجيل بمختلف مؤسساتها ، وتيسير كل الإجراءات الإدارية والتربوية أمام الطالبات والطلاب بمختلف مستوياتهم الأكاديمية وتخصصاتهم العلمية ، عملت الجامعة على تحسيس مختلف الأطر التربوية والإدارية بأهمية هذا الإجراء ، محددة خارطة للطريق تتضمن مختلف المحطات والعمليات والتدابير والإجراءات الإدارية والتربوية والاجتماعية التي يجب إنجازها خدمة لهذا الغرض . وأوضح أنه نظرا للنمو الذي عرفته معدلات الحاصلين على شهادة الباكالوريا بجهة تادلة أزيلال ، إذ وصل عدد الناجحين في الباكالوريا خلال هذه السنة إلى ما يقارب 7000 تلميذ أي بزيادة فاقت 34% بالمقارنة مع الموسم الفارط، ، فإن جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال عملت على اتخاذ كافة التدابير للاستعداد لاستقبال عدد أكبر من الطلبة خلال هذا الموسم ، وبالفعل فقد قارب عدد المسجلين الجدد ، إلى حدود الأسبوع الماضي ، 5000 طالبا أي بزيادة فاقت 31% مقارنة مع الموسم الجامعي الماضي. وذكر السيد مرناري أنه من أجل تهيئ ظروف جيدة لاستقبال وتوجيه ومرافقة الطلبة الجدد خلال الموسم الجامعي 2011/2012، قامت مصالح الجامعة المكلفة بالإرشاد والتوجيه، ومنذ أواسط السنة الجامعية الماضية، بتنظيم والانخراط في العديد من اللقاءات التواصلية والإخبارية ، مشيرا في هذا السياق إلى أنه تم الاتصال بتلاميذ الثانويات التابعة للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة تادلة أزيلال وتلاميذ الثانويات الوطنية من خلال الملتقيات والمنتديات التي نظمت بإسهام من الجامعة مع العديد من الفعاليات التربوية بالجهة وعلى المستوى الوطني. وأضاف أنه تم على مستوى الجامعة إحداث خلايا للتواصل والتوجيه بمختلف المؤسسات التابعة لها، حيث حددت مهامها في استقبال الطالب وإرشاده ومرافقته أثناء عمليات التسجيل ، وقد طعمت هذه الخلايا بطلبة سلك الماستر وسلك الدكتوراه حيث اعتمدوا نهج سياسة القرب من زملائهم الجدد، ووفروا لهم استقبالا لائقا، ورافقوهم خلال عملية التسجيل مسدين لهم كل الخدمات والتوجيهات التي من شأنها الإسهام في اندماج الطالب الجديد في الجو الجامعي. وبخصوص الإجراءات والتدابير الإدارية والبيداغوجية، أوضح أنه تم اتخاذ عدة إجراءات لضمان سير عمليات التسجيل في أحسن الظروف ، وفي هذا الشأن عملت الجامعة على استعمال برنامج (Apogée) كآلية إجرائية لتدبير وتنظيم الشؤون البيداغوجية والطلابية ، وهو ما مكنها من الالتحاق بركب الجامعات المغربية الأخرى التي تعتمد نفس النظام في تدبير شؤونها التربوية. وأضاف أنه لضمان هذا الالتحاق ونجاحه، عملت رئاسة الجامعة على هيكلة خلية كلفت بأجرأة هذا النظام داخل الجامعة واقتناء المعدات الحاسوبية اللازمة لهذه العملية. وقد عملت هذه الخلية على الإشراف على عملية التسجيل الطلبة الجدد وسحب بطائقهم المغنطيسية، واجتيازهم للاختبار التصنيفي في اللغة الفرنسية (Test de positionnement). ونوه بالمناسبة بالمجهودات التي تقوم بها ولاية تادلة أزيلال لخدمة الجامعة وأطرها وطلبتها، ودعمها الدائم للجامعة في مساعيها وبرامجها. ولتنمية الفضاء الرياضي والثقافي بالجامعة، أشار إلى أنه تم ، على المستوى الرياضي، تأسيس العصبة الجهوية للرياضة الجامعية، لتشجيع المشاركة وتنظيم العديد من التظاهرات الرياضية ، مشيرا إلى أنها ستقوم خلال الموسم الجامعي 2011/2012 بالسهر على برمجة تظاهرات أخرى محلية وجهوية ووطنية من بينها المشاركة في البطولة الجهوية الجامعية للعدو الريفي ، والبطولة الجهوية الجامعية الثانية للعدو الريفي ، والبطولة الوطنية الجامعية للعدو الريفي ، بالاضافة إلى البطولة الوطنية الجامعية لكرة السلة ، والرالي الدولي للجامعات والمدارس الكبرى ، والبطولة الوطنية الجامعية لكرة اليد . وعلى المستوى الثقافي ، أشار إلى أنه تم تفعيل الهياكل الثقافية بالجامعة بمختلف مؤسساتها، وبرمجة العديد من الأنشطة الثقافية التي تتفاعل من خلالها مع الملتقيات الوطنية والأيام العالمية مثل اليوم العالمي للبيئة ، واليوم العالمي للمرأة وغيرها ، معلنا أن الجامعة ستعمل أيضا على دعم الإسهامات الثقافية التي تقدمها نوادي الطلبة المفتوحة بمؤسسات الجامعة (مسرح، وموسيقى، ورسم،....) . وتجدر الاشارة إلى أن جامعة السلطان مولاي سليمان ، التي يوجد مقرها بمدينة بني ملال ، أحدثت سنة 2007 ، ويبلغ عدد طلبتها حاليا 7467 طالب يؤطرهم 267 أستاذا و145 إداريا ، وتضم عدة مؤسسات من بينها كلية الاداب والعلوم الانسانية التي أنشئت سنة 1987 وكلية العلوم والتقنيات التي يعود تاريخ إحداثها إلى سنة 1994 والكلية المتعددة التخصصات التي فتحت أبوابها خلال الموسم الدراسي 2003/2004 ، بالاضافة إلى الحي الجامعي (اولاد حمدان) الذي انطلق العمل به سنة 1989 والاقامة الجامعية (امغيلة) المحدثة سنة 2005 .