متابعة الفقيه ين صالح أونلاين شهدت رحاب مدرسة أولاد علي الواد يوم السبت 22 أبريل 2017 عرسا ترويا ثقافيا، وذلك من خلال الندوة العلمية التي نظمتها جمعية قدماء تلاميذ مدرسة أولاد علي الواد بتنسيق مع إدارة المؤسسة و الجمعية الجهوية للتراث والتنمية، والتي اتخذ لها كشعار: "التراث والتربية في خدمة التنمية". هذا وقد تم افتتاح الندوة بآيات من الذكر الحكيم، بعدها رحب رئيس الجمعية الأستاذ خالد صعيد بجميع الحضور والمتدخلين في هذه الندوة وكذا رجال التعليم المتقاعدين المحتفى بهم والذين قدموا خدمات جليلة في سبيل تعليم أبناء هذا الوطن. وبعد ذلك تم القاء مجموعة من الكلمات. تم استهلالها بكلمة اللجنة المنظمة والتي تلاها الأستاذ عبد الفتاح لبزار نائب رئيس جمعة قدماء التلاميذ، والتي رحب من خلالها بكل الحضور الذي حج إلى أولاد علي الواد للمشاركة في فعاليات هذه الندوة العلمية مبرزا الأهداف الكبرى للجمعية ، والتي تتجلى في ربط جسور التواصل بين الأجيال الحاضرة والأجيال السابقة كما أشار إلى أن ايمان الجمعية بثقافه الاعتراف دفعها إلى الالتفات و رد الجميل إلى كل الأيادي البيضاء التي كان لها الفضل في تكوين الناشئة سواء التي عملت بالمؤسسة أومن أبناء المنطقة التي درسوا بها، كما أشار على أن موضوع الندوة " التراث والتربية في خدمة التنمية " له أكثر من دلالة وذلك من خلال استحضار دور المنظومة التربوية في ابراز الخصوصيات الثقافية والتراثية المحلية، وتلقين النشء كيفية المحافظة عليها. وفي نفس الاطار رحب مدير المؤسسة الأستاذ نور الدين جبران بكل الضيوف، مشيرا على ان م/م اولاد علي الواد كانت محظوظة بوجود هذه الثلة من أبناء المنطقة التي يرجع لها الفضل في تنظيم مجموعة من الأنشطة واللقاءات التربوية والثقافية التي كان لها الأثر الحسن على تلاميذ المؤسسة والعاملين بها ، مؤكدا على أن اختيار موضوع التراث والتربية في خدمة التمية لم يتم اختياره بشكل اعتباطي، وانما كان عن روية وتفكير من اللجنة المنظمة، وذلك للعلاقة الارتباطية التي تجمع التربية بالتراث. وفي كلمة أخرى استحسن السيد المدير الاقليمي لوزارة التربية الوطنية الأستاذ حمادي أطويف هذه المبادرة معربا عن فخره واعتزازه بمثل هذه المواضيع وخصوصا التي تتعلق بالتراث وكل ما يحافظ على الهوية الجماعية، مشيرا أن بلادنا غنية بثقافتها وتراثها، مؤكدا على أن الموضوع الذي تم اختياره لهذا الندوة ينم على الوعي بأهمية العلاقة التلازمية بين التربية والتراث، ومبرزا الدور الهام الذي تلعبه المدرسة ، وخاصة على مستوى تربية الأجيال على أهمية التراث. وفي السياق نفسه أكد المحافظ الجهوي للتراث بجهة بني ملالخنيفرة، الأستاذ عبد السلام أمرير على أهمية الموضوع خصوصا وأن منطقة بني عمير من المناطق التي تعرف تواجد مجموعة من الأماكن التراثية و التي يجب الالتفات إليها ومحاولة ترميمها لكونها تمثل الهوية التاريخية للمنطقة. أما الدكتورة سعاد بلحسين فقد ركزت في كلمتها عن أهمية هذه الندوة، وخصوصا وأنها تنظمها جمعية لها علاقة يمؤسسة تربوية مبرزة الدور التي يجب أن تؤديه المدرسة وخاصة أن التربية تعتبر مدخلا أساسيا في ترسيخ ثقافة اهمية التراث المحلي وحمايته، مؤكدة أن فكرة التكريم التي استحضرتها الجمعية خلال هذه الندوة هي في حد ذاتها تجمع بين التربية والتراث على اعتبار أن المكرمين هم الخيط الناظم بين الماضي والحاضر، وقد أشارت كذلك على أن كل من المختبر والجمعية الجهوية للتراث والتنمية قاما بجهود جبارة في تكوين طلبة باحثين، على أساس ابراز كل ماله علاقة بالتراث الثقافي التي تزخر به الجهة، وفي الأخير نوهت بهذه المبادرة التي قامت بها جمعية قدماء التلاميذ. وخلال الجلسة الثانية والتي ترأستها الأستاذة سعاد بلحسين، المداخلة الأولى، كانت للأستاذ محمد العاملي والأستاذة سعاد بلحسين، والتي قدمها بالنيابة عنهما الأستاذ عبد الله الشفاوي طالب باحث في سلك الدكتوراه، وقد كان موضوعها يدور حول "دور التراث المادي والرمزي في المنظومة التربوية بجهة بني ملالخنيفرة". أما المداخلة الثانية كانت من القاء المحافظ الجهوي للتراث بجهة بني ملال خيفرة الأستاذ عبد السلام أمرير، والتي تمحورت حول: "منهجية جرد التراث الثقافي بجهة بني ملالخنيفرة" . أما المداخلة الثالثة كانت من تقديم الطلبة الباحثين: سعيد أنزي ومحمد العنزي ومحمد لكلع. والتي دارت حول موضوع: جرد اهم التراث المادي واللامادي بمنطقة بني عمير، مع التركيز على عنصر وعلاقته بالمقدس. في حين أن المداخلة الرابعة فكلن موضوعها يتمحور حول، التراث: من الوظيفة التاريخية إلى الوظيفة الرمزية والتنموية، والتي كانت من تقديم الطلبة الباحثين كمال صعيد وحسن آيت علي وخالد صعيد. وقد تخلل هذه المدخلات تقديم بعض الوصلات الإنشادية من طرف تلاميذ اعدادية اولاد علي منصور، كما تم عرض مجموعة من القصائد للزجال عبد الرحيم لبرك الملقب ب"مول الكارو". وبعد كل هذه المدخلات تم فتح باب النقاش. وفي ختام هذه الندوة وبمبادرة من الجمعية، تم تكريم مجموعة من الأساتذة المتقاعدين الذين مروا من المؤسسة الذين كانوا أساتذة أو تلاميذ أنذاك. وفي مقدمتهم الأستاذ صالح القلعي وعبد الله وهيب اللذان درسا بأولاد علي الواد ابتداء من سنة 1965. بالإضافة إلى أبناء المنطقة والذين أحيلوا على المعاش: العبدي حمادي، أحمد التقاوي، بوعلي حمادي، مصطفى عرباوي، أحمد ايطاوي. وقد شكلت اللحظة استرجاع وحنين للزمن الماضي وكان هذا اللقاء بمثابة ترجمة رمزية لموضوع الندوة حيث الربط بين الماضي والحاضر.